طغت اخبار لقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري و الوزير سليمان فرنجية و "شبه" التسوية على موقع رئاسة الجمهورية على المشهد السياسي هذا الاسبوع. هناك من اعترض و هناك من ناقش، البعض تريث والبعض الآخر تطوّع ليكون sales manager للتسوية (نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري) و انقسمت الاراء حتى ضمن الفريق الواحد .... 
و لكن ما لم يناقش هو "من بحاجة لمن" لاي استحقاق انتخابي في المستقبل. 
بالطبع يمثل سليمان فرنجية و قضاء زغرتا الزاوية آخر موقع سياسي لقوى "8 اذار" في الشمال اللبناني فالاقضية الستة الباقية تقع في المقلب الآخر. سؤال يطرح نفسه: هل سيظل قضاء زغرتا الزاوية قلعة حصينة لسليمان فرنجية في المستقبل القريب ؟ هل سيبقى الزعيم الاقوى في هذه "الجزيرة" السياسية ؟ بالطبع لا فالامراض "الانتخابية" التي ضربت اقضية جبيل و بعبدا و جزين باتت تدق باب قضاء زغرتا الزاوية. الصوت الشيعي يرجّح هناك و الصوت السني اصبح مع الوقت "المرجّح" هنا.
1 - واقع الصوت السني في قضاء زغرتا.
اعداد الناخبين السنة في قضاء زغرتا بازدياد "دراماتيكي" ان صح التعبير. السبب ليس مراسيم التجنيس سنة 1993 بل التطور الديموغرافي عند البيئة السنية و الذي هو بنسبة اعلى من التطور عند المكوّن المسيحي.
ففي سنة 2000 كان الناخبون السنّة يشكلون 9.9% من عدد ناخبي القضاء اي 6195 ناخب. هذه النسبة ازدادت سنة 2005 لتصل الى 10.8% (7228 ناخب) و لتصبح 11.6% سنة 2009 (8238 ناخب). من المتوقع ان تصل هذه النسبة الى ما بين 13.6 و 14% في انتخابات 2017. 
اضف الى ذلك نسبة المشاركة في العملية الانتخابية والتي هي اعلى عند السنة. فهناك مثلا بلدات مسيحية لا تتجاز نسبة الاقتراع فيها 35% بينما في بعض البلدات السنية النسب تقارب 65%. لذلك نرى نسبة المقترعين عند اهل السنة ترتفع و تكون اعلى من النسب التي اوردناها وفقا لاعداد الناخبين. فسنة 2000 كان المقترعون السنة يشكلون 12.7% من عدد المقترعين في القضاء و هذه النسبة ارتفعت الى 12.9% سنة 2005 لتصل الى 14.3% سنة 2009 و من البديهي ان تقفز الى 18% في الانتخابات المقبلة سنة 2017. اي سيكون هناك في الدورة القادمة 11300 ناخب سني في قضاء زغرتا على اقل تقدير يشارك منهم 6800 الى 7000 في العملية الانتخابية.
2 - واقع توزع الاصوات في زغرتا:
ان الصوت المسيحي في زغرتا "مفروز" عاموديا و لا يتغير مع "الاهواء" و "المبادىء" او "العقائد". الفوارق بين المرشحين تظل هي هي الا اذا حصل تغيير في التحالفات و هذا مستبعد آنيا. الفارق الذي يتمتع به الوزير فرنجية في مدينة زغرتا (وحدها تشكل 37% من المقترعين في القضاء) ستتم معادلته بالاصوات السنية المتنامية في حال ظلت الاصطفافات الطائفية و المذهبية. بذلك يفقد الوزير فرنجية بعضا من الزخم الانتخابي و تصبح المعركة متوازية و متوازنة، لا بل تصبح الارقام جانحة قليلا نحو اللائحة القابلة.
3 - واقع اللقاء ....
ان اللقاء الباريسي حصل في منزل جيلبير الشاغوري من بلدة مزيارة واذا صحّ التعبير منزل الرئيس برّي فالحالة واحدة بين الرجلين. اذا يمكن القول ان الرئيس بري، و بتواصله الجيد مع وليد جنبلاط امّنا هذا اللقاء. من سرّب حصول اللقاء هو ربما المستفيد الاول منه. التقارب بين الوزير فرنجية و الحريري ربما يخفف من ضغط الاصطفاف المذهبي في قضاء زغرتا (من حيث المبداء) و يخدم فرنجية في معركة القضاء و يظل القضاء و ممثليه (جميعا) في ضفّة "8 اذار" السياسية.
سبق للرئيس سعد الحريري ان ابتعد عن المعركة الانتخابية في قضاء زغرتا سنة 2009 اذ لو تم خوضها (سنّيا) بجديّة اكثر لكان هناك فائزين من اللائحتين. 
 

 ( بول ب. مرقص الدويهي (عن الفيسبوك