أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل قائد قواته في سوريا العميد حسين همداني على يد تنظيم داعش، بحسب البيان الرسمي. ويعد همداني من كبار القيادات العسكرية، وله تاريخ طويل في خدمة المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، فكيف يمكن قراءة خبر مقتله؟ وما هي دلالاته؟

وكالة أنباء «إيرنا» الإيرانية نقلت خبرًا مقتضبًا عن وفاته مع خبر آخر نعى فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني، العميد المقتول. وجاء في خبر الوكالة الإيرانية عن المقتول همداني، ما نصه: «أعلنت العلاقات العامة للحرس الثوري في بان لها أن العمد همداني (استشهد)، مساء أول من أمس (الخميس)، في منطقة رف حلب عل د عناصر جماعة داعش الإرهابية خلال تأديته مهماته الاستشارية». وأضاف البان أن «العمد همداني کان أحد قادة فترة الدفاع المقدس ومن کبار مستشاري الحرس الثوري، واضطلع بدور مصري في الدفاع عن ضرح السدة زنب (س) وتعزز جبهة المقاومة الإسلامة ف مواجهة الحرب الإرهابة التي تدور رحاها في سورا خلال السنوات الأخرة».

حسنًا، هل مقتل همداني، والصيغة التي نعتته فيها طهران، دليل على التدخل الإيراني العسكري في سوريا؟ المسألة أعقد من ذلك، فالتورط الإيراني في سوريا لا يحتاج إلى دليل، إلا لمن يريد التعامي، أو التجاهل. القصة هنا هي أننا أمام تطرف يحارب تطرفًا لإنقاذ متطرف! نحن اليوم أمام التطرف الإيراني الذي يحالف الروس، وتحت غطاء ديني أيضًا، خصوصًا بعد قول الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إن التدخل الروسي في سوريا هو «حرب مقدسة»، وكل ذلك يتم تحت عنوان محاربة تطرف «داعش»، والحقيقة المعروفة أن هذا التحالف الإيراني - الروسي المتطرف هو من أجل إنقاذ المتطرف بالقتل والعنف بشار الأسد.

وعليه، فكيف يمكن تصديق مقولة إن الأسد هو حامي العلمانية في سوريا، والمنطقة، وخلفه هذا التطرف الإيراني؟ وكيف يمكن للبعض تصديق إيران، أو تجاهل دورها، ومن ضمن مهمات قائدها المقتول قيادة العمليات العسكرية للحرس الثوري بسوريا والتنسيق بين فيلق «فاطميون» الأفغاني، ولواء «زينبيون» الباكستاني، والميليشيات الشيعية العراقية، وحزب الله؟ ما الفرق أصلاً هنا بين «داعش» وإيران، وجميعهم يجلبون المقاتلين من الخارج؟ بل أين الشعارات السياسية الإيرانية المدنية بسوريا، ولا نقول العلمانية، أو التي تنم عن منطق دولة؟ وكيف لنا أن نكتفي فقط بإدانة مصدري بيانات التأليب في سوريا، وهي بالطبع بيانات مرفوضة تمامًا، بينما يتم تجاهل الدور الإيراني المتطرف بسوريا، أو ما صدر عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية؟

التطرف واحد، سنيًا كان أو شيعيًا، وحتى في استخدام العنف المسلح كما يفعل الأسد، ولذا فلا أعلم ما هو موقف، أو حجة، من يدافعون عن الأسد، وعلمانية نظامه المزيفة، ويتجاهلون إيران ودورها المتطرف الذي لا يقل عن تطرف «داعش» في سوريا؟ فهل بمكافحة الإرهاب والتطرف انتقائية أيضًا؟