من اهم وجوه الحياة الديمقراطية في العالم هي الحياة الحزبية التي كان لها الأثر الأكبر على المجتمعات الغربية، اما في العالم العربي كان المعنى الحزبي مشوه لارتباطه بالانظمة الديكتاتورية.

 

وحتى في لبنان الذي اعتبر  جنة الديمقراطية في العالم العربي، ارتبطت احزابه بالاقطاعية السياسية والديكتاتورية داخل الاحزاب او عبرها.

وبالعودة الى المعنى الحقيقي للحياة الحزبية الديمقراطية فهي تكمن في وجود مظاهر المشاركة داخل مكونات الأحزاب مشكلة بدورها الحضن الراعي لكفاءة المواطن السياسية  والاساس في تكوين الراي العام  والتي تتيح الفرصة لمشاركة محازبيها في عملية صنع القرارات و تداول القيادة الحزبية بين اعضائها لتحقيق اسمى معاني الديمقراطية وهو تداول السلطة والمشاركة في القرار.

  وهي الغاية التي تاسست الاحزاب الديمقراطية من اجلها، اما حصر القيادة الحزبية بعائلة و توارثها عبر الزمن فهي اقطاعية مبطنة بغلاف الحزبية الحديثة.

ومؤخرا في لبنان عادت ظاهرة التوارث للظهور من جديد مبشرة باستلام جيل جديد من سلالة الزعامات السياسية التي شكلت الميزة الاساسية للحياة السياسية في لبنان لعقود طويلة و منها  امثلة كثيرة فمن آل جبنلاط  وارسلان الى فرنجية و الحريري و كرامي و الجميل واخيرا وليس اخرا  آل بري حيث يرجح البعض دخول ابنه عبد الله الى الميدان عبر تسلم زمام ادارة حركة امل.

وحتى التيار الوطني الحر الذي نشأ بحركة شعبية ديمقراطية عابرة لكل الاعتبارات الضيقة اصبح حزب عائلي قابل للتوريث، وعون الذي وعد في بادئَ الأمر بترك اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها داخل التيار خرج البارحة بمؤتمر صحافي ليعلن تسلم صهره رئاسة التيار، والمنافسة اساسا كانت بين صهر العماد وابن اخته الان عون اي ضمن العائلة "المالكة".

ولبنان بمشاكله المستعصية لن يستقيم الا باستقامة الأحزاب المكونة للسلطة لتكون قادرة على بناء طبقة من القيادات و الكوادر مهيئة لاستلام مراكز قيادية على اساس وطني وخارج عن الاصطفافات، و على تكوين مفهوم المحازب الملتزم بقضية لصالح الوطن و ليست لصالح العائلة او الطائفة.

ومن هنا يطرح سؤال مبهم الاجابات وهو الى متى سوف نعي حقنا في المحاسبة و ان الديمقراطية هي اكثر من مجرد الحق في الانتساب لعائلة او حزب والولاء الاعمى للاشخاص بل الولاء لوطن ومؤسسات وطنية يكون اساسها احزاب وصلت الى السلطة بديمقراطية ومبنية على اسس ديمقراطية لا طائفية وعائلية وعلى قاعدة المواطنة والوطن وليس الطائفة والعائلة.

 

 

(ريم الأيوبي )