سينتيا سركيس

حتى دنيا العجائب، باتت تعبيرا "مبسّطا" عما يحصل عندنا، في بلاد الفلتان حيث "كل من ايدو الو"، هنا في لبنان...

ففي الآونة الاخيرة، شهدت الطرقات اللبنانية مسارح متعددة لجرائم فردية، أقل ما يقال عنها إنها "طريق سخيف لموت أسخف"... هنا طعنه لأنه تبعه بالسيارة، وهناك أطلق عليه النار لأنه لم ينصت له، ناهيك عن طفل قتل أثناء لهوه في الشارع بسبب رصاصة مبتهجة خلال تشييع أصابته عن طريق الخطأ، ورجل أضحى جثة مع 7 رصاصات مستقرّة في صدره بسبب اشكال على ريّ الكوسا في الفرزل...

ومن السكاكين والخناجر والرصاص في الطرقات إلى إطلاق القذائف الصاروخية! ولمن ظنّنا نبالغ، ما عليه إلا بالبحث عن خبر الاشتباكات في جرود عرسال، على خلفية تقاسم الكرز العرسالي، حيث استخدمت الأسلحة المتوسطة والقذائف الصاروخية.

حتى أن خلافا عائليا بسيطا بات يتحوّل إلى ساحة معركة في المنزل الواحد. نعم، صدقوا أو لا تصدّقوا! فمساء أمس الخميس، وقع اشكال فردي بين اب وابنه في بلدة الفاعور- قضاء زحلة اسفر عن وقوع جريحين، بعدما ألقى خالد.ب (الابن) قنبلة يدوية باتجاه ابيه.

بعد كلّ ما تقدّم، بتنا نشعر وكأن الغضب استفحل بساكني هذه الارض، لا بل الجنون بات ميزتهم، وكأننا نعيش في أدغال، الأقوى فيها ينتصر ويعيش، لا قانون يهابونه، والسلاح قبل الخبز يُشترى!