أقام وزير العدل اللواء أشرف ريفي إفطارا تكريميا في طرابلس لمخاتير طرابلس والميناء والبداوي والقلمون والمنية، بمشاركة الهيئات الاجتماعية.

 

وألقى كلمة قال فيها: “أنتم مخاتير طرابلس والمنية والميناء والبداوي والقلمون الذين تمثلون التماسك الاجتماعي لهذه المناطق. أنتم من انتخبكم الناس واختاركم عنوانا للديموقراطية ولرعاية مصالحهم، والوقوف إلى جانبهم في كل ما يواجههم من مشاكل، فنعم الاختيار الذي تستحقونه عن جدارة، لكونكم نلتم ثقة أهلنا، وندعوكم للمزيد من العطاء والتألق، وخدمة مصالح الناس، وكلنا ثقة أنكم على قدر هذه المسؤولية”.

 

وتابع: “إنكم عنوان مشرق لهذا الوطن، بما تتميزون به من أصالة وبما تتسع له قلوبكم من احتضان لكافة الطوائف والعائلات. نلتقي في هذا الشهر الفضيل على قواسم مشتركة روحية وإيمانية ووطنية تجمعنا، ونجدد الالتزام لقناعاتنا، ونرسم الأهداف لأحلامنا، ونخطط لمستقبل لنا ولأبنائنا، بعيدا من لغة العنف والدمار والحقد والكراهية. نحن نؤمن بأن لبنان هو وطن يتسع لجميع أبنائه، مسلمين ومسيحيين. نؤمن به وطنا متميزا بتعدديته، وبانفتاح أهله، وبقدرتهم على العيش معا بسلام وأمن. ورغم كل الصعوبات التي تعترض طريقنا سنبقى نناضل لكي نحمي هذا الوطن، خصوصا من سلوك بعض أبنائه الذين يصرون على وضعه دائما في عين العاصفة، خدمة لمصالح أكبر مما يمكن للبنان وأهله أن يتحملها، أو أن يدفع من دم أبنائه لتأمينها، فيما هي لا تمت إلى المصلحة الوطنية بصلة”.

 

أضاف: “تعرض لبنان في 14 شباط 2005 لأكبر حدث بل لأكبر زلزال وطني شهده في تاريخه المعاصر، اذ اغتال المجرمون رمزا وطنيا وعربيا وإسلاميا كبيرا، آمن بلبنان وطنا سيدا حرا مستقلا، وعمل على ترسيخ المؤسسات، وكان نهجه الحوار وبناء ثقافة السلام والإعمار، هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فإذا بهم يغتالوه بحقد عبر ألفي كلغ من المتفجرات. وإذا بهذا المسلسل الإجرامي يستمر منذ ذلك التاريخ دون توقف، فكان أن اغتيل زهرة قياداتنا الوطنية، وإذا ببيروت تنتهك بأبشع استباحة ميليشياوية عام 2008، واستكمل المسلسل بتعطيل المؤسسات وشل الدستور، وضرب الحياة الديموقراطية، وترهيب الأحرار، ومحاولة وضع اللبنانيين في سجن كبير، وإذا به يستمر بقتال في سوريا بتكليف من طهران، دفع لبنان وأهله وجيشه أغلى الأثمان ولا يزال”.

 

وقال: “بالأمس شهدنا حلقة جديدة من هذا المسلسل، في السعديات، حيث قام حزب الله وتحت غطاء ما يسمى بسرايا المقاومة، بانتهاك البلدة وترهيب أهلها، عبر استعراض للقوة أريد منه تكرار مشهد السابع من أيار. إننا نحمل حزب الله المسؤولية كاملة عما حصل في السعديات وعما يمكن أن يحصل في مناطق أخرى، ونعيد التأكيد أننا لن نقبل تحت أي ظرف كان بتمدد هذا السلاح، الذي يسعى لفرض أمر واقع، وجزر أمنية تتمدد هنا وهناك، تحت أعين المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية. نحن ملتزمون منطق الدولة والمؤسسات، فالدولة وحدها بقواها الذاتية هي التي تحمي جميع اللبنانيين. وفي الوقت نفسه لن نقبل بأي سلاح غير شرعي، ولن نسكت على امتهان كرامة أهلنا، على يد من توهموا امتلاك فائض القوة، وفي هذا الإطار نتوجه إلى المسؤولين على كافة المستويات للتكاتف، لوضع حد لسلوك حزب الله، الذي يشعل الفتنة ولا يتورع عن التمادي بانتهاك السلم والكرامات، فحذار اللعب بالنار المذهبية”.

 

وختم ريفي: “أعطينا من طرابلس أمثولة كبرى، باحتضاننا للمؤسسات، ورفض التفريط بالأمن والسلم. رهاننا على الدولة وفقط على الدولة، ولكن سنقف بوجه السلاح غير الشرعي، وسنمنع هذا السلاح من أن يقود أهلنا إلى الانتحار الذي تورط به البعض. أحييكم في هذا الشهر الفضيل راجيا الله أن يعيده عليكم بالصحة والعافية وعلى وطننا بالأمن والاستقرار. عشتم عاش لبنان وطنا لنا جميعا مسلمين ومسيحيين، وطن للعيش المشترك تحكمه البندقية الشرعية فقط، ولا مكان فيه لأي سلاح غير شرعي”.

 

وكان تحدث كل من رئيس رابطة مختاري طرابلس ربيع مراد الذي شكر لريفي مبادرته، والمختار محمود الزعبي الذي ألقى قصيدة من وحي المناسبة، ومدير عام الصندوق التعاضدي للمختارين في لبنان جلال كبريت الذي أعلن إصدار طابع المختار الأسبوع المقبل.

(NNA)