قطع البث أثناء كلمة بو صعب أثار جدلاً واسعاً ، فما بين السرايا التي أرجعته لعطل تقني ، وبين بو صعب الذي إعتبره "عامداً متعمداً" ، معتبراً أنّ هذا قمع لم يشهدوه حتى في عهد رستم غزالة وأنه رفض لمبدأ الشراكة ... تفاعل الموضوع "فيسبوكياً " و"تويترياً " ليستشهد الوزير بأغنية جوليا "أنا بتنفس حرية لا تقطع عني الهوا" .

حيث أنه قام بنشرها على صفحاته كنقد يوجهه لرئاسة الحكومة ، ولربما أمكننا تعديل الكلمات لتصبح  : " أنا بتنفس عونية لا تقطع عني البث "

 

الوزير إلياس بو صعب الذي صرح أن العطل مقصود وأنّ ما حصل هو رفض الإستماع لرأيهم ، كان له اليوم مداخلة ضمن برنامج مانشيت على صوت المدى للإضاءة على "منع كلمته" ، وفي المداخلة لاحظنا أنّ هناك خطة موحدة بين الياس بو صعب وبين زعيمه الجنرال لمنح صفة المارونية لكرسي الجمهورية  ، فالوزير  إعتبر أنهم يمثلون رئاسة الجمهورية ، في نهج استراتيجي متفق عليه بين أقطاب التيار العوني لتهميش سائر الطوائف والأفرقاء ، وبالتالي تحويل الرئاسة اللبنانية لرئاسة مارو-عونية...

هذا الحصر لملف الرئاسة بطرف طائفي ، يخالف "الدستور" فرئيس الجمهورية  وإن كان ماروني غير أنه لبناني ولكل لبنان ،  كما وأنه دستورياً ينتخب من كل الطوائف وليس من مواطني مذهبه فقط !

 

وتابع بو صعب مداخلته معتبراً أنهم يقبلون بكل الأفرقاء وعليهم هم بالتالي القبول بهم لأنه هكذا تكون الشراكة الحقيقية معتبراً أنه في حال إستمر تهميشهم فللعماد عون الكلمة الفصل في الخطوات المقبلة ...

 

هذا القبول الذي أعلنه الوزير قبول ناقص حيث أن تياره لا يقبل إلا التابعين لسياسة الجنرال ، ويعتبر أن اي إختلاف مع نهجه "خطيئة" ، فضلاً عن ذلك يبدو أن رئيس الحكومة تمام سلام قد أوجعهم بالمواقف الحاسمة التي أطلقها ، ممّا دفعهم لتحويل أنقطاع البث لمشكلة "وطنية " ...

إذ منطقياً لا مصلحة لرئاسة الحكومة لمنع "تصريح" بو صعب ، فالتصاريح المنبرية وبكل صراحة "لا بتقدم ولا بتأخر" ...

كما وأنه منبر الحكومة ليس المنبر الوحيد ، فلكل سياسي الحق في عرض موقفه من ألف منبر كان الكترونياً وإذاعياً .

 

عطل تقني ، كشف نوايا التيار العوني ، فعند التوقف لدى النقطة الأخيرة التي أشار إليها بو صعب في تصريحه الإذاعي .

 

نتساءل :

هل مبدأ قبول الآخر عند أقطاب العونيين يتجلى بالسطوة ؟

وبأن يكون الآخر مؤتمراً منهم !

وهل أصبح التيار الوطني الحر يختصر الطائفة المارونية ؟ وهل أصبح لبنان مناطاً بالعماد عون !

 

حيث أن إعطاء الوزير بو صعب كلمة الفصل للجنرال ، تدل على الهيمنة التي يستفز بها التيار الحكومة ، وعلى منهج التعطيل الذي يعتمده تحت مبدأ "مقررات عونية أو لا مقررات " .