أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد خالد الحمد الصباح «حالة حرب» على الخلايا الإرهابية في بلاده وقال: «ان امر الخلية الارهابية التي نفذت عملية تفجير مسجد الامام الصادق حسم، لكن هنالك خلايا اخرى لن ننتظر حتى تجرب حظها مرة اخرى... نحن من سنذهب لهم». ولم يعط الوزير اي توضيحات أخرى، لكن قوى الأمن ظلت ناشطة في مناطق الكويت المختلفة وجرى ضبط كميات من السلاح غير المرخص عرضتها الداخلية لوزارة الاعلام ولكن من الراجح ألا علاقة لها بهجوم الجمعة الماضي. 

وفي كلمة أمام مجلس الأمة (البرلمان) أثناء مناقشة حادث التفجير الارهابي قال الوزير الكويتي: «نحن في حالة حرب ولا يهمني ان هنالك شاباً عمره 23 سنة يتنقل من الرياض الى البحرين ومن البحرين الى الكويت في اقل من 12 ساعة حتى يفجر نفسه... نحن نريد من يديره وهم الذين نتجه لهم (نستهدفهم)».

وأكد الشيخ محمد الخالد ان حضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لموقع حادث تفجير مسجد الامام الصادق فور وقوعه «سيسجله التاريخ». لكنه اعترف بانه مهما كانت الاجراءات الامنية المتخذة بالفعل للتصدي لمثل هذه الحوادث ومهما يكن الاستعداد والجاهزية قال: «المجرم يحارب بالخفاء».

وبين ان الاحتياطات الأمنية على مدار الأسابيع الأربعة الماضية أظهرت «أن المجرمين (خلية داعش) اختاروا هدفين قبل تنفيذ جريمتهم في مسجد الإمام الصادق ولم يستطيعوا تنفيذها نظرا للخطة الامنية» موضحا ان «من نفذ هذه الجريمة اضطر ان يسير لمسافة 200 متر حتى يصل إلى المسجد نظراً للاجراءات التي اتخذتها الوزارة في هذا الشان».

وشددت السلطات إجراءات الدخول عبر المطار والمنافذ الحدودية. وأعلنت وزارة الاوقاف ان خطبة الجمعة، بعد غد، ستكون «موحدة ضد الارهاب».

ونقلت وكالة «الانباء الكويتية» عن مدير ادارة العمليات في مطار الكويت الدولي صالح الفداغي ان اجتماعات يومية تُعقد منذ الحادث الإرهابي بين الطيران المدني ووزارة الداخلية والإطفاء والجمارك في المطار لمتابعة سير تنفيذ خطة الطوارئ تحسباً لتجدد أي تهديد جديد.

وكانت وزارة الداخلية عقدت اجتماعات مكثفة مع وزارة الأوقاف لأن المساجد أصبحت هدفاً للإرهاب، وكذلك مع الوقف الجعفري ورؤساء الكنائس وممثلي طائفة البهرة للتأكيد ان «امن وسلامة دور العبادة مسؤولية الجميع»، ومن الاجراءات الاحترازية التي ستطبق توفير حماية مدنية من ذوي الخبرة مع تواجد أمن نسائي للأماكن المخصصة للسيدات والعمل على منع تواجد السيارات لفترة طويلة في المواقف المخصصة لدور العبادة والحسينيات من خلال التنسيق مع المسؤولين والمشرفين على دور العبادة بطوائفها كافة.

وأبن البرلمان أمس ضحايا التفجير الـ27 فيما قال وزير الصحة علي العبيدي ان وزارته استدعت خبراء وأطباء من الخارج للمساعدة في علاج عدد من المصابين في التفجير والذين تجاوز عددهم المئتين.

ورداً على اتهامات نواب شيعة بأن مناهج المدارس الحكومية تحتوي على ما يدعو إلى التطرف (السني) أكد وزير التربية بدر العيسي «عدم احتواء المناهج الرسمية على ما يدعو للتطرف» لكنه شدد على أهمية مراجعة المناهج لتعزيز القيم الإسلامية في الدعوة للتلاحم والترابط بين المجتمع». وقال: «هي عملية مراجعة لا تغيير مناهج حيث تشمل المراجعة كذلك مناهج جامعة الكويت التي تتم كل أربع سنوات».

وكشف وزير العدل يعقوب الصانع ان المجلس الأعلى للقضاء قرر تشكيل محكمة منفصلة عند إحالة قضية تفجير مسجد الصادق «بغية سرعة الفصل فيها»، وقال للنواب «إن سرعة البدء في القضية والفصل فيها لن تمس قانون الإجراءات الجنائية وحق الدفاع عن المتهمين».