تعنيف ، وحشية ، تحرش ، واغتصاب (فالست ست والخادمة خادمة ) هذا المفهوم الحجري الذي يندرج تحته مجتمعنا اللبناني الأرستقراطي .

مجتمع تنامت لديه عقدة "الانا" ليزرع في الآخر "الأسود" دونية متعمدة ، فيمارس نرجسيته الفارغة ويحّقر الإنسانية والإنسان .

وبحسبإحصاء أجرته منظمة هيومن رايتس ووتش العام الماضي عن معدل الوفيات «لأسباب غير طبيعية» بين عاملات المنازل المهاجرات في لبنان، كانت النتيجة حالة وفاة كل اسبوع .

كما وأنه بحسب تقارير صحفية فإنه اسبوعياً تدخل عاملتين على الأقل مستشفى الأمراض العقلية !

أما عن حوادث الاغتصاب فحدث ولا حرج ، فمنهم من يجلبها لتعمل نهارً ولتمتع ساديته "غصباً" ليلاً ، ومن الحوادث التي أعلن عنها ولم "تسكت" بها الضحية :

شرطي يغتصب عاملة أجنبية في نظارة النبطية(2012)

في بلدة كوسبا - الكورة يعاقب العاملة الأثيوبية بضربها واغتصابها (2014)


ديشاسا ديسيسا، عاملة أثيوبية، 33 عاماً، انتحرت في مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية في 14 آذار/مارس 2012 بعد ثمانية أيام على بثّ مقطع فيديو تتعرّض فيه ديسيسا للتعنيف من موظف في مكتب استقدام عاملات خارج القنصلية الأثيوبية في بيروت .

 

بين شهر نيسان/ أبريل 2011 وأيار/مايو 2012، سجلت منظمة "كفى عنف واستغلال" 94 حالة اعتداء على عاملات منازل، أغلبها ضرب وتعنيف وامتناع عن دفع الأجرة، إلى حالات تحرّش جنسي واغتصاب .

 

 

هذه نماذج "ٌقليلة" من حالات العنف القسري نفسياً وجسدياً الذي تتعرض له "الخادمة" في لبنان ، فالعاملة الأجنبية تبدأ رحلتها مع الذل منذ لحظة وقوعها فتمضي على عقود لا تعلم محتواها ،

فبحسب دراسة قامت بها منظمة كفى أيضاً ، فإن 60% من العاملات يمضين على عقود يجهلنها كونها "باللغة العربية" .

 

اما على صعيد الكرامة ، فتفقد جواز سفرها وأوراقها الثبوتية لتظل أسيرة لمن يشتريها بـ 100 $ شهرياً .

 

وهنا وبعد الإشارة والإضاءة على ما تعانيه العاملة الأجنبية في مجتمعنا ، نتوقف عند من يقولون "لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد" .

ويقولون أن كل ما يروى من قصص تتعرض له هي "سيناريوهات " و "قصص مفبركة" .

فعند كثرة الجرائم التي ترتكب من العاملات ضد الاطفال أو صاحبة البيت بات الكل متآمر ضد الضحية ، بل ويقولون حينما تتعرف بخطاياهم (لم نفعل ) (أكرمناها ) (عاملناها كإبنتنا ) وكثير من الشعارات الطنانة ، ليصبحوا هم الآلهة وهي "الشيطانة" ، وللأسف الرأي العام "العنصري" يتحيز لصاحب العمل ، مثبتاً التهمة عليها ومتداولاً "العنتريات الكلامية" لما قام به السيد من إحسان لهذه "الخادمة الجاحدة" ، ومنطقياً ، هل سيعترف المخدوم بجرائمة ؟

بلا فلسفة (ما حدا بيقول عن زيته عكر) ولو لم يكن زيت المخدوم عكر وفاسد ، لما جاءت ردت فعل الخدم عنيفة .

ففي علم النفس يرجع العنف لعدة أسباب نعدد منها وفيما يختص بموضوعنا :


 1- التفاوت بين طبقات المجتمع  .


2- الظغط النفسي  .

3-العنصرية مع إنها نوع من أشكال العنف الا أنها قد تؤدي الى العنف بشتى أنواعه  .

 

أما نتائجه :

- الاظطرابات النفسية.

-
عدم الشعور بالرضا على النفس.

-
الاكتئاب الحاد.

-
النبذ الاجتماعي.

-
التعود على العنف.

 

وهذه الأسباب هي أقل ما تعايشة العاملة الأجنبية يومياً في بلادنا من نظرات الاحتقار والدونية إلى التعامل معها كجارية لا حق لها ، لسلبها كرامتها وعذرية نفسها وجسدها  ، لذا من الطبيعي أن تعاني تلك النتائج التي نحن من زرعناه بها .

فقبل أن تخف منها على أبنائك ، خف على جسدها من سجائرك التي تطفأها بها (أكثر من قصة تعنيف روت الخادمة عن قيام سيدها بإطفاء سيجارته بجسدها)

قبل أن تخاف منها على مالك ، أعطها حق ، وحريتها ( أكثر من عملية خداع سجلت في التعامل مع العاملة الاجنبية )

ببساطة عاملها كإنسان وكعامل ، لا كخادم قد تكون كرامة الحيوان في مجتمعنا أهم من كرامته .

فصاحبة العمل التي تطلب منها القيام بألف مهمة باليوم ، لتجلس هي (وتلف إجر عإجر) ، لتسأل نفسها هل أستطيع انا القيام بذلك ؟

والأكثر "لا انسانية" أن الخادمة لم تعد لبيت ، بل لكل أفراد العائلة فتذهب لخدمة أم سيدها وأم سيدتها ، وأي أحد يريدون"تبييض طناجر معه" على حسابها .

 

 مشكلة مجتمعنا "المريض" أنه لا يعتبرها إنسان ، وهو لا ينظر إليها كإنسان ، لأنه لو نظر ولو آمن ، لما وصلنا لكل هذه البؤر المجتمعية التي تدل على الانحطاط ولا الأخلاقية .

فلا تحملوا هذه المسكينة التي ودعت أهلها و وطنها وأرضها بدواعي فقر ، وأوضاع معيشية سيئة ، سوء عقليتكم .

هي إن طغت فأنتم أصل الطغيان ، وإن فظعت فهذا بعض ممَ فعلتموه انتم بها .

ببساطة ، قبل أن ترجموها ارجموا أنفسكم ، أنتم من حولتم العاملة الأجنبية إلى "مجرم" بوحشيتكم .

 

ولكن أنتم لديكم قانون يحميكم ، ودولة تصونكم ، أما هي فلا تملك إلا نظرات الحسرة في بلد عاملها كحشرة !

لذا لا تسألوا أين دور الجمعيات فالمخدوم محمي "بغرور وطنه " ، وهي (أي العاملة) الجمعيات تنادي لها ولكن ما من مجيب !