شكل انعقاد المؤتمر القومي – الاسلامي في بيروت في دورته التاسعة وبعد حوالي العشرين عاما على تأسيسه فرصة مهمة لمراجعة عمل المؤتمر واعادة تقييم العلاقة بين التيارين القومي والاسلامي، اضافة لاستعراض الاوضاع العربية والاسلامية في ظل التطورات المتسارعة خلال السنوات الاربع الماضية. وقد برزت خلال المؤتمر اراء نقدية لتجربة الاسلاميين والقوميين، كما تمت مراجعة كل اليات عمل المؤتمر والاخطاء والاشكالات التي واجهها طيلة العشرين سنة الماضية، ورغم اعتراف المشاركين بان المؤتمر لم يحقق كل الاهداف التي وضعها وانه يعاني من بعض اشكال الضعف على صعيد الفعالية والتأثيرعلى الصعيد العام ، فقد جرى التأكيد على اهمية هذه التجربة وضرورة الحفاظ عليها كونها تشكل ظاهرة وحدوية هامة في ظل الانقسامات الطائفية والمذهبية والعرقية.

كما جرى التأكيد على اهمية استمرار الحوار والتعاون بين التيارين القومي والاسلامي من اجل مواجهة التحديات القائمة اليوم ولا سيما في ظل التطورات الحاصلة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا والبحرين ومصر وتونس. وقد عمد المؤتمر الى انتخاب منسق جديد وهو الدكتور خالد السفياني بعد انتهاء مدة ولاية المنسق السابق الاستاذ منير شفيق ، كما تم انتخاب لجنة متابعة جديدة ستتولى متابعة اعمال المؤتمر طيلة السنوات الاربع المقبلة.

ان انعقاد المؤتمر القومي – الاسلامي ومشاركة عدد كبير من القيادات الاسلامية والقومية من مختلف الحركات والاتجاهات يشكل نقطة ضوء ايجابية في هذه المرحلة والمطلوب تفعيل عمل المؤتمر ودوره واشراك اوسع شريحة من الشباب والنساء والقيادات الفاعلة في اعمال المؤتمر، اضافة الى ايلاء الاهتمام بالتحديات الفكرية والثقافية والتربوية في العالم العربي. لقد قدم المشاركون في المؤتمر افكار واقتراحات هامة للمرحلة المقبلة والمهم العمل لتطبيقها ومتابعتها كي لا تبقى في الادراج.