من المعروف أن لقوى الثامن من آذار ضابط إيقاع وحيد يقود من خارج الحدود حفلات الجنون التي تُحييها هذه الفرقة بين الحين والآخر على مسارح "حزب الله" وتحت إدارته وإشرافه، لكن ما غاب عن بال كل من الضابط والمدير هو أن عدداً من أفراد فرقتهم، بدأ منذ فترة غير قصيرة اللعب على طريقة العزف المنفرد، بسبب تدني الرواتب التي تُدفع لهم والتي وبحسب بعضهم لم تعد تكفي لا لشد العصب الجماهيري، ولا لتكملة بناء "مستشفيات" ما زالت معلّقة حتّى اليوم على أعمدة من الوعود المؤجلة والممنوعة من الصرف!

آخر حفلات العزف المنفرد مع الفريق المذكور كانت في صالة منزل وئام وهّاب المشهود له بامتلاكه لغة خاصة تتقاطع إلى حد كبير مع لغة "الزنّار ونازل" ورغم أن وهّاب تبرع ويتبرّع في الكثير من الأحيان، في شن حملات مسبقة الدفع على شخصيّات وطنية محليّة وخارجية؛ إلا أن حفلة جنونه بالأمس القريب والتي حضرها أكثر من خمسين مشاهداً من أبناء قريته، كانت في اتجاه معاكس هذه المرة، إذ صوّب كل سهامه باتجاه مشغله الضابط السوري وحزب الله المُشرف على أدائها من دون إغفال الإيراني المموّل الرئيسي للفرقة!

بدأت الجلسة قرابة الساعة الثامنة مساء يوم الاثنين الفائت في ظل طقس بارد، أضفت عليه فناجين الشاي والحوارات الهادئة بعضاً من الدفء المؤقت، قبل أن تعود الأجواء وتبرد بعد عاصفة كلامية بين الضيوف ورب البيت، أحرجت وهاب وأخرجته عن طوره بعد مطالبته بتنفيذ وعود سابقة كان اقتطعها على نفسه أمامهم لكنه أخلف بها ولم يُنفّذ أياً منها من: إنماء ومساعدات وتوظيفات وآخرها إدخال عدد من شبان القرية في وظائف الدولة، فثارت ثائرته حتى بدا وكأن الوئام بينه وبين أهل قريته قد فُقد تماماً فبدأ حينها بكيل الشتائم والاتهامات ضد حزب الله حيث وصفه بـالرجل الذي قطع يده ليدور في الطرق ويشحذ عليها.

واستتبع اوهاب هجومه العنيف واللاذع بحق النظامين السوري والإيراني، فوصف رأس النظام الأول بالديكتاتوري المستعد لفعل كل شيء من أجل البقاء على كرسيه والثاني بالساعي الى الفتنة في المنطقة في ظل تمايز واضح مع المشروع الإسرائيلي. كما وصف حزب الله بالمعتوه الذي يُصدق كل ما يخرج عن ادورة النظامين لدرجة أنه أغرق طائفته في قتال مذهبي لن ينتهي ولو بعد مئتي عام وأن الحزب بفعتله جعل من كل الطوائف اعداء له. وتوجه من الحاضرين بالطلب أن يدلّوه على شخص أو دولة يمكن ان يدعموه بالمال وبأنه مستعد للتعامل معه.

وفي محاولة منه لتهدئة الحوار العاصف والوقوف عند خاطر الحاضرين جدد وهاب وعده لهم بالانتهاء القريب من المشروع الذي يعمل عليه (مستشفى طبي) منذ سنوات ولو اضطره الأمر الى فتح قنوات مع المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول التي يمكن لها أن تُساعد على تكملة المشروع الإنساني. وفي هذا الشق بالتحديد تكشف معلومات أن وهاب كان كلّف بالفعل منذ فترة وجيزة مجموعة من الأشخاص المحسوبة عليها بفتح قنوات اتصال مع بعض أركان قوى الرابع عشر من آذار وبعض السفارات العربية التي يختلف معها في السياسة في محاولة لإعادة التواصل معها على قاعدة أساسها الدعم المالي.

وتؤكد المعلومات أن الأشخاص المكلفين تواصلوا مع عدد من المستشارين لدى بعض السفارات وقيادات في قوى 14 آذار لكنهم لم يُفلحوا في إقناعهم رغم أنهم أكدوا لكل الذين التقوهم أن وهاب مستعد لقلب الطاولة على رؤوس فريق 8 آذار على أن تكون أولى بشائر هذا الانقلاب تصريح تلفزيوني يعلن من خلاله انسحابه الكامل من هذا الحلف على أن يستتبعها بخطوات تصعيدية أكبر تكشف من خلالها المزيد من الألغاز وتحديداً في ما يتعلق بجرائم الاغتيال التي وقعت في لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

تنتهي حفلة العزف على وتر الذم بالحلفاء في جلسة محصورة انكشفت خلالها هشاشة الحلف الممانع على يد أحد ابرز حلفاء حزب الله المفترضين وينتهي معها عرض مسرحي لن يكون بالطبع الأخير،فوهاب ذاته سوف يظهر الى الإعلام مجدداً ليوجّه سهامها باتجاه من توسلهم العفو بالأمس، لكن الأهم من كل هذا وذاك أن على حزب الله أن يُدرك ان لا حلفاء ثابتين له في معركته الخاسرة التي يقودها ضد الشعب السوري وأن من لديه حلفاء كهؤلاء ليس بحاجة الى استعداء الآخرين خصوصاً إذا كان هؤلاء الآخرون شركاء في وطن واحد.   المصدر: أورينت نت