فجأة وجد مسيحيو لبنان أنفسهم أمام التحدي الكبير الذي يستهدف أبناء جلدتهم المنتشرين في بلاد ما بين النهرين وهم يتلقون أنباء المآسي التي يتعرض لها المسيحيون في العراق وسوريا من قتل وذبح وحرق واغتصاب وسبي وتهجير وفرض الجزية وتدمير للتراث وسرقة للآثار وهدم لأماكن العبادة واعتقال وأسر من قبل الجماعات الإرهابية كتنظيم داعش وجبهة النصرة ومتفرقاتهما. 

وما زاد من هواجس المسيحيين في لبنان الخطر المتنامي لهذه الجماعات مع آلاف المسلحين منهم في سفوح سلسلة جبال لبنان الشرقية وفي الجرود المحاذية للقرى والبلدات اللبنانية الحدودية وخصوصا المسيحية منها كبلدة رأس بعلبك والقاع والتهديد المباشر بالاغارة على السكان سيما بعد شيوع معلومات تشير إلى أن الجيش اللبناني بصدد الاعداد لمعركة واسعة وقد تكون حاسمة للقضاء على تلك الجماعات الإرهابية والتكفيرية مع انتهاء فصل الشتاء مترافقا مع توجهات صرح بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلامه الأخير عندما أكد على ضرورة خوض معركة حاسمة يشترك فيها اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم وتلاوينهم الطائفية والحزبية بقيادة الجيش اللبناني ضد مسلحي داعش وجبهة النصرة بعد ذوبان الثلج في جبال القلمون. 

لكن يبدو أن هذه الجماعات بصدد الاعداد لمعركة في المناطق الحدودية قبل ذوبان الثلج وقد تقدم على عمل عدواني يستهدف القرى المسيحية في البقاع اللبناني. إذ ان  الصرح البطريركي تلقى مساء أمس الاثنين معلومات عن مخطط لداعش والنصرة للسيطرة على مجموعة قرى مسيحية من رأس بعلبك في اتجاه ذحلة وصولا إلى أعالي كسروان وجونية. فتعاملت بكركي مع هذه المعلومات بجدية وارفقتها بسلسلة خطوات داخليا وخارجيا وتلقت تطمينات من الداخل والخارج. 

والواضح أن للمسألة ابعادا بالغة الخطورة والا لما كان تحدث العماد ميشال عون عقب لقائه وفدا من المطارنة الموارنة عن وجود مخطط لاستئصال ممنهج للمسيحيين من المشرق. 

وفي معلومات صحافية فإن رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن سيقوم بجولة تشمل إلى الفاتيكان كلا من فرنسا وانكلترا لاطلاع المسؤولين فيها على حقيقة ما تشهده المواجهات الميدانية في منطقة القلمون ورأس بعلبك والتهديدات التي تواجه اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا. 

واشار الخازن إلى أنه ومن خلال جولته الأوروبية سيبحث في مسألة تأمين حماية للبنانيين وطمانة المسيحيين المشرقيين على مصيرهم وعلى ضرورة استعجال انتخاب رئيس للجمهورية كعامل معنوي مطمئن خصوصا وأن الفاتيكان مصر على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وليس لديه أفضلية لشخص على آخر. 

من جهتها فقد نقلت أوساط أمنية تطمينات إلى بكركي بإحكام السيطرة على المناطق اللبنانية الحدودية وخصوصا القرى المسيحية ما يجعل من غير الممكن تسلل الجماعات الإرهابية إلى داخل المناطق المسيحية. 

والسؤال هل هذه التطمينات من شأنها إزالة هواجس ومخاوف المسيحيين؟ ام أنها تطمينات مرحلية !!! .