التاريخ اليمني تاريخٌ حافل بالعديد من الحروب ، واليوم يخوض حرباً لا هوادة فيها ، ضد الحوثيين لعلها محاولة لتثبيتهم عن أجندة غايتها النيل من الإستقرار ومتدثرين بالمذهبية والعصبية القبائلية ، ومركزها "صعدة".
ولا يمكننا أن ننظر إلى الفكر الحوثي في الحكم والسياسة بمعزل عن الفكر الشيعي التي تحصر أدبياته في سلالة المختصيين من الفقهاء وخصوصاً المرتبط بالنسل الشريف من السيدة فاطمة بنت محمد (ص) من حيث إطاعة ولي الفقيه كونه معين من قِبل الأئمة (ع)..وأسرة الحوثي تدعي هذا النسب ولا ندري صحة هذا الإدعاء من عدمه.والطائفة الزيدية لم تقبل الإنخراط في حكم غير علوي ورفضت التطورات التي لامست تطور الحكم اليمني ، فتمرّد الشيخ حسين الحوثي ووالده بدر الدين على القوى التي قبلت بتلك الأساليب المتطورة..بعد نهاية حرب 1994 سافر الشيخ بدر الدين وولده إلى إيران بحكم التقارب الفكري والبعيد مذهبياً في أمور أساسية ، والذي يرجع إليه إنتشار فكرة بين الأتباع هو أن الشيخ حسين هو اليماني والممهد للمهدي وهذا السبب ساعد في تجميع الشباب حولهم. ونحن لم ندرس في االفرقة الزيدية هذا الأفكار.. وشكل بعض العلماء الكبار من الزيدية تيار الشباب المؤمن ضمن حزب الحق ، وبعدها طرد هذا التيار من الحزب لأنه أصبح يشكل خطراً على بقية الأحزاب ، بعض المحللين يقول: حينها بحثوا عن مادة تجمع الأنصار والمؤيدين فوجدوها في حزب الله وانتشرت الفكرة حتى ملأت المساجد بما فيها الجامع الكبير والمدارس. عبارة الموت لأمريكا والموت لإسرائيل ومعظم خطبهم تشيد بإيران وحزب الله وبشخص السيد حسن نصرالله.
في كل هذه الفترات لم تعط الدولة اليمنية أي إهتمام لظهور الحوثيين لغاية 2002 وحصل تطور ضخم وكبير وهو خروجهم بقيادة حسين الحوثي بمظاهرات كبيرة جداً لمناهضة الإحتلال الأمريكي للعراق ، في عام 2004 شنَّت الحكومة حرباً عليهم وقتلت زعيمهم الروحي بدر الدين وبقي حسين الولي والزعيم لغاية 2006 ومن بعدها إستلم عبد الملك بدرالدين الحوثي زعامة هذه الحركة حتى تمكنوا من إمتلاك السلاح واستعدوا لكل المواجهات ويملكون كل أنواع الأسلحة المتطورة التي جعلتهم في هذه القوة ، حتى إذا تمكنوا من السيطرة على حكم اليمن فهذا يعتبر نصراً للزيدية ومن خلاله ستحاصر الخصم السعودي وبالتالي يكون النصر ممزوجاً بين الإحتساب من الأمور الحسبية، وولاية الفقيه العامة، فيكون بيدهما أوراق ضغط كبيرة على صعيد العلاقات مع العالم الخليجي السني ،أو مع بعض الدول العظمى في المنطقة.

الشيخ عباس حايك