في ظاهرة ملفتة تغزو أدبيات حزب الله ومسيرته في طريقة تعامله مع شهدائه حيث يعمد الحزب عن قصد او عن غير قصد في التمييز بين شهدائه حتى ظن البعض من مؤيديه ومناصريه بوجود شهداء من الدرجة الأولى وشهداء من الدرجة الثانية , جاء ذلك بعد ما شهدت مسيرة الحزب مؤخرا تمييزا ملحوظا في التعامل مع الشهداء حيث يحظى البعض منهم باستثناءات كبيرة في الاعلان عن شهادتهم وفي التعامل مع ذويهم أو في تقبل عزائهم من قيادات عليا في الحزب, فيما يقضي شهداء آخرون دون ادنى اهتمام حيث يقتصر الاهتمام على التشييع فقط دون أي اهتمام يذكر من قيادة الحزب عموما وبعض قيادييه خصوصا, وتجلى هذا المشهد كثيرا مع استشهاد نجل الشهيد عماد مغنية  جهاد ورفاقه, حيث أظهر الحزب اهتماما كبيرا في نجل الشهيد مغنية وبقية الشهداء الذين سقطوا معه فيما يغض الحزب الطرف عن الاهتمام بشهداء كثر سقطوا في سوريا مؤخرا ومنهم من سبق جهاد مغنية إلى مسيرة الحزب الجهادية وقدم نفسه في سبيل قضايا الحزب ومعتقداته قبل جهاد مغنية بسنوات وعلى حسب تعبير بعضهم قبل أن يولد جهاد نفسه بسنوات .
إن هذا التمييز بين الشهداء ترك أثرا كبيرا لدى الكثير من عوائل الشهداء  الذين همس بعضهم في استنكار هذه الخطيئة واعتبروا أن التمييز بين هذا الشهيد وذاك من شأنه أن يؤذي الشهداء أنفسهم قبل أن يؤذي أهلهم وذويهم مع العلم أن من بين هذه العائلات والبيوت الجهادية من قدموا  أكثر من شهيد على غرار عائلة  الشهداء "مغنية ", ومع التسليم بوجود شهداء قادة لهم مسيرتهم وعطاءاتهم الجهادية إلا أن ذلك لا يمنح قيادة الحزب التعامل مع الشهداء على طريقة شهيد درجة اولى وشهيد درجة ثانية لأن كل الشهداء سواسية عند الله.
ورأى بعض العوائل أن قيادة الحزب تتعامل مع بعض الشهداء حسب مقاماتهم الاجتماعية والقيادية في الحزب بل وحتى حسب قرابتهم من هذا المسؤول أو ذاك وأحيانا كثيرة حسب مناصبهم ومواقعهم الحزبية والتنظيمية علما أن هناك شهداء كثر قضوا في ساحة المعركة وأثناء المواجهة المباشرة مع العدو واعتقلت جثثهم لعدة شهور وبعد استعادتها لم يتم التعامل معها بالمستوى المطلوب من قبل  قيادة الحزب كما حصل منذ أيام مع الشهداء الذين سقطوا خلال رحلة استطلاع خارج الحدود الجغرافية للمعارك العسكرية الجارية في سوريا .
إن هذه الظاهرة في التعامل مع الشهداء سواء كانت لها مبرراتها أم لا وسواء كان الحزب يتقصدها أم لا إلا أنها تشكل إيذاءا ربما غير مقصود لبعض عوائل الشهداء وربما ايضا للشهداء انفسهم وهو أمر جدير بالاهتمام والمتابعة من قبل الجهات المعنية في حزب الله حيث لا يملك أحد حق التمييز بين شهيد وآخر مهما علا شأنه إجتماعيا وتنظيميا ,وإن ما لجأ إليه الحزب في التعامل مع استشهاد جهاد مغنية بهذه الطريقة قد ترك اثرا سلبيا لدى الكثير من عوائل الشهداء الآخرين وذويهم ما كان يجب أن يكون في ظل قيادة واعية وحكيمة تتعامل مع الجميع بعين واحدة وطريقة واحدة  .


كاظم عكر