كان من الصعب في زمن المجازر الكبرى التي تقوم بها داعش، وتلفت أنظار العالم لها، أن يقوم شخص وبإمكاناته المتواضعة بفعل يجعله العنوان الأول في جميع الصحف والشاشات والمواقع.

وهذا هو ما قام به الإرهابي الطازج، وهذا تعبير استخدمه المرحوم السيد هاني فحص أول مرة لوصف أبوبكر البغدادي وعبر عنهه بالخليفة الطازج، حيث تمكن من تحقيق ما كان يحلمه منذ زمن، في إلفات الأنظار، بهجومه على مقهي في سيدني.

الشيخ الشيعي الإيراني السابق محمد حسن منطقي الذي لجأ إلى أستراليا منذ 1996 وتحول إلى مذهب داعش في الآونة الأخيرة واختار هارون مؤنس كإسم لنفسه، لم يكشف عنه كثيرا في الإعلام الغربي، رغم أنها حريصة في الحصول على التفاصيل في هكذا أحداث.

ولكن في الأيام الماضية كشف الإعلام الإيراني معلومات تلقي الضوء أكثر على شخصية هذا الرجل.

كتب موقع دين أنلاين بقلم محمود سيفي إن الرجل نجح في العام 1983 في امتحانات الدخول لجامعة الإمام الصادق بطهران والتي تم تأسيسها بعد انتصار الثورة، من أجل إعداد الكوادر الثورية للمناصب المهمة. ولم يكن ينجح في تلك الامتحانات وقتها إلا من كان يملك معلومات ومؤهلات دينية ومعرفية وللمناسبة إن معظم المتخرجين من تلك الجامعة في العقد الأول من عمرها، احتلوا مناصب سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى.

وبما أن النظام التعليمي في جامعة الإمام الصادق كان يشمل مواداً في العلوم الدينية، إضافة إلى المواد المتعلقة بأي فرع من الفروع المتداولة، يعتبر المتخرجون من تلك الجامعة أنصاف الشيوخ وليس شيوخاً متخرجين من المعاهد الدينية التقليدية. ومن هنا اعتُبر منطقي شيخاً.

كان الإرهابي الطازج، انعزاليا وفق ما يقول أصدقائه السابقون وكان يهوي الشعر أكثر من السياسة، وبعد فترة من تدريس مادتي اللغة العربية والدين، في المدارس، في العام 1996 يذهب إلى أستراليا لاجئاً، ولكنه لم يظهر على الإعلام إلا بعد عام 2001 حيث أجرت قناة إي بي إٍس الأسترالية حوار مع " آية الله منطقي بروجردي"  كرجل دين ليبرالي أتى إلى أستراليا منذ 4 أعوام، ولكن زوجته وبناته محجوزات في الإقامة الجبرية في إيران، ويحاول آية الله لإقناع حكومة جان هوارد للضغط على إيران لتوافق على خروجهن من إيران ولحاقهن به.

وردا على سؤال ديويد راتلج عن مناصبه في إيران، قال منطقي إنه كان يشتغل مع المخابرات الإيرانية والآن أخذت إيران عائلته كرهائن للضغط عليه حتى لا يكشف عن معلوماته حول الأعمال الإرهابية التي قامت بها المخابرات الإيرانية، مضيفا بأنه سوف يُعدم بحال عوديته إلى إيران.

يقول بعض معارف منطقي بأنه لم يكن شرساً ومساعداً للقتل وكان عنده نزعة شعرية وهذا ما يشهد فعلته الأخيرة حيث إنه لم يقم بشن مجزرة رغم احتجازه رهائن أبرياء، ويبدو أن اللذان لقيا مصرعهما خلال عملية الإفراج عن الرهائن، لم يقتلهما الشيخ هارون مؤنس، بل قتلهما الشرطة في إطلاقها النار.

لم يكن يريد الشيخ هارون أكثر من أن يُظهر على الشاشات والتفاوض مع الحكومة الأسترالية، ولم يكن سبعاً يقوم بقتل الأبرياء. وربما ترى الحكومة الأسترالية نفسها أمام التساؤل عن أسباب رفضها الدخول في التفاوض معه تجنباً من قتل المواطنين الإثنين.