خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان حرص نائب وزير الدفاع الأميركي ماثيو سبنس على الاعلان أمام الجميع ان لا علاقة للاستحقاق الرئاسي اللبناني بأي اتفاق أميركي مع ايران وان على اللبنانيين تدبير أمر استحقاقهم بأنفسهم لكي لا ينتظروا كثيرا... السفير البابوي غابريال كاتشيا تحدث عن ظروف دولية ملائمة ستؤدي إلى ولادة رئيس للجمهورية اللبنانية في آذار المقبل وقبلة كان السفير السعودي علي عواض العسيري قد تحدث امام الرابطة المارونية عن التوقيت نفسه فيما الموفد الفرنسي رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجيه الفرنسية جان فرانسوا جيرو يجول على عدد من العواصم الاقليمية وعلى رأسها العاصمة الإيرانية طهران في ظل مناخ اقليمي يوحي ببعض التفاؤل. أما في الداخل اللبناني لقد بداواضحا ان الجولة الأولى من المفاوضات المنتظرة بين تيار المستقبل وحزب الله ستنطلق قبل نهاية السنة وتبدأ بحوار ما كان ممكنا حصوله لولا دخول المنطقه في مرحلة جديدة وتحديدا ما بين الرياض وطهران. وفي الأساس ما كان يمكن الدعوة الى حوار بهذه الاهمية لولا موافقة الراعيين الاقليميين  السعودية وإيران اللذين ضبطا توقيته على الساحة الإقليمية.... وفي السياق ذاته فإن الموفد الفرنسي جان فرانسوا جيرو قال لأحد السياسيين اللبنانيين أنه انطلق في مهمته بعد سماع لغة ايرانية جديدة في شأن لبنان تشبه إلى حد كبير التبادل الإيراني الذي حصل قبيل الاتفاق على ولادة حكومة الرئيس تمام سلام... وقد نقل عن معاون الأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل قوله في مجلس خاص ان الحوار المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل سيحاول ملفات أساسية وحين سئل عن الاستحقاق الرئاسي قال أنه لا يستبعد طرح هذا الملف ولو كرر تمسك حزب الله بموقفه النهائي الذي يتبناه العماد ميشال عون... وبناء على هذه المعطيات التي تحمل اجواء تفاعلية فإن الأوساط السياسية المراقبة تعتقد أن مرحلة البحث الجدي عن تسوية يتوجها انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قد بدأت فعلا.. وبالإضافة إلى الاشارات الخارجية الكثيرة فإن الأوساط السياسية المراقبة تلفت إلى اشارات لبنانية لا تقل أهمية وتبدأ من الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية وكذلك الاتفاق على البلوكات النفطية منذ الآن يلي ذلك الاتفاق على التشكيلة الحكومية المقبلة وصولا إلى التوافق على اسم الرئيس العتيد الذي سيتولى الأشراف على تطبيق كامل الاتفاق. يبقى موقف العماد ميشال عون وهناك من يعزو تمسكه بموقفه إلى ان أحدا لم يأت بعد لمفاوضته جديا وفي العمق وأن جهات دولية قد تكون فرنسا او مصر ستتولى هذه المهمة عندما يبدأ الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله وعندها يتبدل المشهد اللبناني....