ما زال اليمن يسعى إلى الخروج من أزمته التي استشرت في الأسابيع الأخيرة، محاولاً تطويع السياسة لخدمة الاستقرار الأمني، ومنع الإرهاب الذي يبدو أنه وجد في البلاد ملجأ له، مع استمرار الهجمات التي كان آخرها أمس، حيث أسفر هجومان بسيارتين مفخختين استهدفا تجمعين للحوثيين في مدينة الحديدة في غرب اليمن عن قتلى وجرحى، على وقع نيل الحكومة اليمنية الجديدة ثقة البرلمان.
وأفاد مسؤول أمني يمني أمس، أن «تفجيرين نفذا بسيارتين مفخختين أسفرا عن عشرات القتلى والجرحى»، مضيفاً أن السيارة الأولى انفجرت «عند مقر لأنصار الله في مدينة الحديدة والثاني وقع عند تجمع آخر للحوثيين في غرب جامعة الحديدة، وهو موقع قريب من مكان التفجير الأول».
وأكد المسؤول أن «أجهزة الأمن والشرطة هرعت إلى المكان وفرضت طوقاً أمنياً وقامت بإسعاف الجرحى».
غير أن مصادر في حركة «أنصار الله» أشارت إلى أن مهاجمين انتحاريين فجرا سيارتين مفخختين في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر ليقتلا نفسيهما وسبعة آخرين.
وذكرت مصادر الحوثيين أن «أعضاء ما يعرف باسم اللجان الشعبية التي تضطلع بمهام أمنية قتلوا ثلاثة آخرين يشتبه أنهم مهاجمون قبل أن يتمكنوا من شن هجوم».
وأعلن حساب يخص جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» على موقع «تويتر» المسؤولية عن الهجوم.
وفي صنعاء، منح البرلمان اليمني الثقة بالإجماع لحكومة خالد بحاح، بعدما تعثر منحها الثقة يوم الثلاثاء الماضي، بسبب معارضة «حزب المؤتمر الشعبي العام» الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح والذي يتمتع بغالبية في مجلس النواب.
وقال بحاح بعد حصول حكومته على الثقة: «الحمد لله اليوم تمت الثقة بالإجماع. وأعتقد ان هذه جزئية خاصة في هذه المرحلة أن كل الأحزاب صوتت بالثقة للحكومة. وهذه طبعاً مسؤولية وطنية كبيرة»، مضيفاً أن «حكومة الكفاءات ليست حكومة سياسية وملتزمة في أي موقع سياسي أو موقع وزاري».
واعتبر بحاح أن «رسالتي هي على كل الوطنيين احترام هذا الاتفاق والسير به بناء على ما تم الاتفاق عليه في اتفاق السلم والشراكة وبناء على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية. فأعتقد لو سرنا بهذه نستطيع أن نقود البلد الى بر الأمان».
وأوصى البرلمان الحكومة بـ «إزالة كافة المظاهر المسلحة والنقاط غير الحكومية»، وطالب بـ «حماية المنشآت العامة الاقتصادية والخدمية وبالأخص أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء والالتزام بحماية المواطنين اليمنيين».
وقالت مصادر برلمانية إن غالبية النواب أيدوا حكومة بحاح التي تضم 36 وزيراً في التصويت على منح الثقة.
وقال أحد النواب إن «غالبية كبيرة من نواب البرلمان صوتت لصالح الحكومة في تصويت برفع الأيدي»، مضيفاً أن خمسة نواب فقط صوتوا ضد منح الحكومة الثقة.
من جهته، قال رئيس الكتلة البرلمانية لـ «حزب المؤتمر الشعبي العام» سلطان البركاني إن «منح الثقة للحكومة بشكل طبيعي هو بعد الالتزام ببعض الملاحظات التي أبداها الأعضاء وفقاً لأحكام اللائحة الداخلية لمجلس النواب».