رأى الناطق باسم هيئة العلماء المسلمين الشيخ عدنان امامة ان الحكوة اللبنانية اغلقت، وللاسف، ابوابها بوجه مبادرة الهيئة وسدت كل المنافذ والطرق امامها، ما جعل المبادرة بحكم المتوفاة وغير قابلة للعبور الى عقول الخاطفين، مشيرا الى وجود متضررين داخل الحكومة من المبادرة يتخوفون من ان يؤثر نجاحها سلبا على دورهم ومصالحهم في لبنان والمنطقة، معربا عن تفهمه لانتقاد هؤلاء موقف هيئة العلماء المسلمين من بعض التجاوزات التي اقدمت وتقدم عليها اجهزة المخابرات، الا ان ما لم ولن يتفهمه هو اغتيالهم للمبادرة في وقت تشكل فيه هيئة العلماء رأس حربة في انقاذ ارواح العسكريين، معتبرا بالتالي ان القضية «ليست رمانة انما قلوب مليانة».

ولفت الشيخ امامة، في تصريح لـ «الأنباء»، الى ان جل ما يريده المعرقلون للمبادرة هو عدم ترك هيئة العلماء كهيئة سنية ان تفاوض وتستنبط المخارج لتحرير العسكريين، مؤكدا ان ما فات هؤلاء هو ان هيئة العلماء عصية على التطويع وليس بامكانهم وبامكان اي كان مهما علا شأنه السياسي او الحزبي ان يملي عليها خطواتها ويلزمها بقناعات غريبة عن مبادئها الوطنية ولا تتصل بتحرير العسكريين وعودتهم سالمين، مشيرا ـ ردا على سؤال ـ الى ان من حق الرأي العام ان يعلم ان هناك خلطة سياسية داخل الحكومة من 8 و14 آذار غير حزب الله لا تريد المقايضة ولعبت دورا رئيسيا في اغتيال المبادرة على قاعدة «احتسبوهم شهداء».

وكشف الشيخ امامة النقاب عن وجود معلومات لدى هيئة العلماء المسلمين تفيد بأن الحكومة تدرس بجدية امكانية تحرير العسكريين بعملية عسكرية خاطفة، مؤكدا ان اي مغامرة من هذا القبيل هي عمل انتحاري وستؤدي حكما ويقينا الى نتائج مأساوية على المستوى الوطني، خصوصا ان طبيعة المنطقة حيث يتحصن المسلحون، تتعثر فيها اعتى جيوش العالم واقواها تدريبا وتسليحا، معتبرا بالتالي ان المراد من العملية العسكرية ليس تحرير العسكريين على الاطلاق، انما الزام الدولة اللبنانية بالتعاون والتنسيق مع النظام السوري، مؤكدا ان وقائع الاحداث منذ الساعات الاولى لاندلاعها في جرود عرسال على خلفية اعتقال المدعو عماد جمعة تؤكد انها احداث مفبركة ومفتعلة بهدف فرض التنسيق مع نظام الاسد على انه امر واقع لا مفر منه وذلك تحت عنوان «الشراكة في الحرب على الارهاب».

وردا على سؤال حول قراءته لابعاد وخلفيات موافقة داعش والنصرة على الشيخ وسام المصري المقرب من حزب الله كوسيط بينهما وبين الدولة اللبنانية، لفت الشيخ امامة الى ان المسلحين مقتنعين بان هذا الملف لن يصل الى نهايات سعيدة ما لم يكن حزب الله راضيا عن مسار التفاوض، خصوصا ان الحزب يؤيد مقايضة العسكريين بموقوفي سجن رومية انما على طريقته الخاصة ووفقا لحساباته المحلية والاقليمية، بعكس بعض الفرقاء في الحكومة الذين يرفضون المقايضة بالمطلق ايا تكن الدوافع والنتائج، وهو ما ثبت لهيئة العلماء المسلمين خلال جولتها على القادة السياسيين والحزبيين، متسائلا: ما الذي يمنع الحكومة من اختصار المسافة عبر الدخول مباشرة في بازار المقايضة مادام حزب الله نفسه يؤيد هذا التوجه ويبني عليه الآمال الجسام لتحرير اسراه «بضهر البيعة»؟

وختم الشيخ امامة معربا عن شعوره بوجود خطر كبير يداهم ارواح العسكريين في ظل وجود صورة ضبابية تلف عملية التفاوض، خصوصا ان التجارب اكدت ان المسلحين لا يترددون في تنفيذ تهديداتهم وتوعداتهم، مؤكدا انه لو كان لاحد المعترضين في الحكومة على المقايضة والمعرقلين لمبادرة هيئة العلماء المسلمين ابن او شقيق او قريب في عداد الاسر، لكانت الصورة على غير حالتها الراهنة التي لا تبعث الطمأنينة في النفوس، داعيا بالتالي رئيس الحكومة الى تحمل مسؤولياته امام الله ثم التاريخ والخروج عن صمته وتسمية الرافضين لتحرير العسكريين بأسمائهم.

الانباء