الازمه السوريه حتي الان لا يوجد لها حل سوريا اصبحت مرتعا للجماعات الارهابيه المسلحه واصبحت ساحه لتصفيه الحسابات بين الدول ويبدو ان الازمه تدخل مرحله جديده قد تلغي كل مافات من اتفاقيات وجلسات ولقاءات سواء كانت في جنيف 1 وبعدها جنيف 2

اتفاق جنيف 1 كان في 30 يونيو 2012م والذي صدر بيانه يؤكد علي ان اي تسويه للازمه السوريه يجب ان تتصمن مرحله انتقاليه وتاْسيس حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذيه كامله تتضمن اعضاء من الحكومه والمعارضه يتم تشكيلها علي اساس القبول المتبادل بين الطرفين

ونص بيان جنيف 1 علي مشاركة جميع اطياف المجتمع السوري في عملية حوار وطني هادف وان تحظي النساء بتمثيل كامل في كل جوانب العمليه الانتقاليه بالاضافه الي التمكن من ايصال المساعدات الانسانيه الي المناطق المتضرره

كما نص بيان جنيف 1 علي الافراج عن المعتقلين وان يتمكن ضحايا النزاع من الحصول علي تعويضات امام القضاء

ولكن النظام السوري كان يصر علي البقاء والدفاع عن النظام حتي اخر قطرة دم من الشعب السوري وكل يوم كان يسقط الشهداء من الاطفال والنساء والشيوخ بسبب قصف قوات نظام الاسد للشعب السوري الاعزل الذي دفع الثمن ومازال بسبب اصرار الاسد علي البقاء

ثم جاء موعد جنيف 2 في مطلع 2014م وشارك النظام بوفد ظهر وقتها انه كان ذاهب الي رحله وليس للاتفاق علي مستقبل سوريا وانقاذ الشعب السوري من مستقبل مجهول

وفد النظام في جنيف 2 كان يطلق تصريحات تدل علي انه لا يريد التوصل الي حل وان الحل هو بقاء الاسد حتي ان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي اطلق تصريح قال انه بغض النظر عن نتائج جنيف 2 سوف نقوم بعمل استفتاء في سوريا علي جنيف2 ونتائجه

وقتها تحدثت عن ذلك وذكرت ان مشاركة وفد النظام في جنيف 2 كانت مشاركه شكليه لارضاء روسيا الحليف المقرب من نظام الاسد بعد تعهد روسيا الي الاداره الامريكيه انها سوف تضغط علي النظام للمشاركه في جنيف2

ونحن الان في نهاية 2014م والوضع كل يوم يزداد تعقيدا والازمه السوريه مازالت قائمه والاسد مازال رئيسا والجماعات المتطرفه تتوحش كل يوم في سوريا وانتقلت الي العراق

لكن هل فعلا سوف يتم الغاء كل الفتره الماضيه والغاء جنيف 1 وجنيف 2 وبداية اتفاق جديد قد يعود بالازمه السوريه الي نقطة الصفر او قد يكون نهايه للصراع في سوريا

الرئيس بشار الاسد في تصريحات له اعلن فيها ان دمشق تتعامل بايجابيه مع مساعي موسكو للحوار بين الحكومه والمعارضه واكد في لقائه الاسبوع الماضي مع نائب وزير الخارجيه الروسي ميخائيل بوغدانوف علي ثقته باْن روسيا تتحرك ايمانا بحق الشعوب في تقرير المصير واحترام سيادة الدول والقوانين الدوليه

بوغدانوف يتحرك كثيرا هذه الايام وقابل قيادات المعارضه في الخارج سواء في اسطنبول او في بيروت لاقناعهم بضرورة الحوار مع النظام السوري في موسكو

المعروف ان هناك معارضه داخليه ومعروف عنها انها معارضه شكليه تساند الاسد وهناك معارضه خارجيه وهذه المعارضه التي يرفض الاسد الاعتراف بها ويراها انها معارضة اجندات خارجيه

ويبدو ان روسيا تحاول ان تنجح فيما فشلت فيه الاداره الامريكيه والدول الاوربيه التي تصر دائما علي رحيل الاسد وتري ان المعارضه السوريه المعتدله هي الحل

 

بعض المحللين قالوا ان امريكا تخلت عن المعارضه السوريه بعد الاتفاق مع ايران وقررت الاعتماد علي ايران وروسيا لمحاربة داعش

من وجهة نظري امريكا لا تريد محاربة داعش ولا تريد رحيل الاسد امريكا تريد ان يظل الصراع مشتعلا في سوريا

الواضح الان في المشهد ان روسيا تسعي بقوه لعمل موسكو 1 علي غرار جنيف1 يشارك فيه كل الاطراف المتورطه في الازمه السوريه سواء من الداخل السوري او من الخارج بمافيهم ايران والسعوديه وحزب الله بالاضافه الي نظام الاسد

المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا يتحرك هو الاخر ولديه خطه يسعي لنجاحها ايضا وفي تصريحات منه لصحيفة الحياه اللندنيه قال دي ميستورا ان هناك قرار دولي سيصدر من مجلس الامن لدعم خطة تجميد القتال في حلب وان هذه الخطه سوف تتضمن وقف اطلاق النار وجميع العمليات العسكريه وان هناك بنود رادعه لمنع النظام السوري من تصعيد العمليات العسكريه في مكان اخر من البلاد خلال تجميد القتال في حلب

دي ميستورا يري انه استطاع اقناع الاطراف التي قابلها وان هذه الاطراف مقتعنه تماما ان الصراع في سوريا لا يقود الي اي مكان الا انه سوف يزيد معاناة الشعب السوري

دي ميستورا يتحرك ايضا للحصول علي دعم من دول الاتحاد الاوربي لخطته لانه يؤمن ان الحل السياسي هو الحل الوحيد للازمه السوريه

وتحدث في حواره لصحيفة الحياه اللندنيه عن بيان جنيف 1 وقال ان السوريين هم الذي يقررون في العمليه السياسيه تفسير بيان جنيف 1

وعن مبادرة روسيا قال انها تمضي قدما وانها في حال قدمت بطريقه مناسبه وحظيت بدعم كل الاطراف ستكتمل جهودي لاننا في حاجه الي مبادره جديده للحوار السياسي

ومن وجهة نظري اعتقد ان جنيف 1 انتهت الي الابد وحان موعد موسكو 1 للحوار من جديد بين نظام الاسد والمعارضه

الجمعه الماضيه قراْت مقال لرئيس تحرير جريدة الاهرام المصريه محمد عبدالهادي علام والذي تساءل فيه عن لماذا لا نفتح حوار علني مع النظام في دمشق ونتقدم خطوه الي الامام بدعوة النظام والمعارضه الي حوار بالقاهره تحت راية الجامعه العربيه

بصراحه عجبتني فكرة الاستاذ محمد عبدالهادي علام رئيس تحرير الاهرام ويجب فعلا بدلا من موسكو1 لماذا لا تقوم مصر بهذا الدور ويكون اللقاء بين كافة الاطراف في القاهره ومصر يمكن ان تلعب دور في الازمه السوريه وتدعي المعارضه والنظام للحوار تحت راية الجامعه العربيه ومصر قادره فعلا علي الوصول بالازمه السوريه الي بر الامان

وقد تكون مصر هي المحطه الاخيره الي يلجاْ لها الجميع لحل الازمه السوريه كما تلعب مصر دور هام وفاعل في قضايا اخري مثل القضيه الفلسطينيه والازمه الليبيه ومصر سوف تنجح فيما فشلت فيه امريكا وروسيا والاتحاد الاوربي