أطلق حزب الله أسيره عماد عياد لدى الجيس السوري الحر عبر مفاوضات استمرت لأسابيع كما أشارت وسائل إعلام الحزب وأعادت عملية التبادل هذه قضية العسكريين المخطوفين إلى الواجهة وأثارت الكثير من التساؤلات حول قدرة حزب الله على تحرير أسيره وإخفاق الدولة اللبنانية الى اليوم في الوصول حتى إلى بارقة أمل في إطلاق العسكريين المخطوفين  لدى داعش وجبهة النصرة ويرى متابعون لهذه القضية أن نجاح الحزب يعود الى كونه الجهة الواحدة التي فاوضت وتابعت كما أشارت المعلومات أن المفاوضات التي قام بها الحزب بقيت محصورة بشخص الأمين العام للحزب مباشرة ,أما ما يتعلق بقضية العسكريين فإن تعدد الجهات المتابعة للموضوع يعيق عملية التفاوض ويؤثر سلبا على تحقيق اي تقدم ملحوظ  .
وجديد القضية تلويح أهالي المخطوفين بتحرك جديد وتصعيد وكبير قد يؤدي الى إقفال مداخل العاصمة يوم غد الجمعة وفي عملية التفاوض لاطلاق العسكريين رأت مصادر متابعة ان تجربة «حزب الله» يجب ان تكون دافعا للدولة الى توقيف عناصر من «داعش» و»النصرة» و»الجيش الحر» بهدف التفاوض والمقايضة عليهم، وليس لإحالتهم الى المحاكمة وسلوك المنحى القضائي الذي يستغرق وقتا طويلا ويُصعّب آليات التفاوض والتبادل.

وأشارت الأوساط الى ان الحزب تمكن من وضع سقف محدد للتفاوض وهو الإفراج عن أسيرين لديه في مقابل الأسير الذي كان موجودا لدى «الجيش الحر»، وبالتالي فإن الدولة مدعوة ايضا الى وضع سقف تفاوضي، وتحرير هذا الملف من بازار التجاذبات والعروض غير المنطقية.
ودعت الأوساط الدولة الى استخدام أوراق القوة الموجودة لديها وتوظيفها في الضغط على الخاطفين، ومنها ما يتعلق بمنع وصول المازوت والمواد التموينية اليهم.
وفي هذا السياق كان لافتا تصريح الوزير سجعان قزي الذي لم يتردد في المطالبة بإناطة ملف تحرير العسكريين بالحزب، ما دام قد نجح في استعادة أسيره، وهو الأمر الذي علق عليه مصدر بارز في «قوى 8 آذار» بالقول لـ«السفير»: بالتأكيد، لو كُلف الحزب رسميا بمتابعة هذه القضية، لكانت قد وصلت الى نهاية سعيدة!

ومن جهته قال الرئيس نبيه بري في «لقاء الاربعاء النيابي» تعليقا على عملية إطلاق الأسير عياد «اننا نملك أوراق قوة عدة لإطلاق العسكريين المخطوفين لدى داعش والنصرة»، وشدد على « ضرورة اعتماد السرية في المفاوضات الجارية».
ومن جهتها عقدت خلية الأزمة الوزارية المكلفة متابعة ملف العسكريين المحتجزين، أمس، اجتماعا في السرايا برئاسة الرئيس تمام سلام، تابع خلاله المجتمعون تطورات الملف وآخر المعلومات المتوافرة حوله، وأعطى سلام توجيهاته للمتابعة وفق المعطيات الجديدة، مع ما يتطلبه الأمر من تحفظ على الإعلان عن الخطوات والإجراءات المتبعة، بما يضمن الوصول إلى النتائج المرجوة.
وأكدت مصادر وزارية لـ»السفير» ان سبب التكتم على مداولات اللجنة هو ضمان نجاح المساعي، خصوصا ان تجارب تحرير مخطوفي «أعزاز» وراهبات معلولا وتحرير «حزب الله» أحد عناصره، أثبتت ان التكتم يشكل سر نجاح المفاوضات.
وأكدت المصادر ان الوسيط القطري (أحمد الخطيب) يعمل بهدوء، لكن لا يمكن التكهن بالنتائج التي يمكن أن تتأثر بتطورات المنطقة، مشيرة الى ان هذه التطورات قد تساهم الى حد بعيد في عرقلة الملف أو في تسهيله.