جاء الشتاء , و أنعش المطر قلوب اللبنانيين الذين انتظروه طويلا , و تراكمت الثلوج على قمم الجبال فازداد اللبنانيون اطمئنانا بأنهم لن يعطشوا هذا العام و غاب شبح الجفاف عن ابارهم و اراضيهم , لكن ما يشغل بال اللبنانيين في ظل هذا الصقيع احتمال تسخين الجبهة الشرقية و بالتحديد في منطقة عرسال و جرودها , اضافة الى جبهة القنيطرة حيث ينتشر المسلحون و يتلقون دعما اسرائلياً وا ضحا ً .

وتتحدث المعلومات الامنية ان القوى الامنية اللبنانية تتابع عن كثب تحركات مكثفة للمجموعات الارهابية في جرود عرسال القلمون , و هي تستعدُّ لساعة الصفر لشن اعتداءات جديدة ضد الجيش اللبناني و القرى اللبنانية .

وتقول المعلومات الامنية ان القوى التكفيرية تسعى بجدية الى التسلل نحو القرى البقاعية الشمالية القريبة من القاع من اجل كسر الطوق المفروض عليها .

اذا موجة الصقيع الحالية اضافة الى تساقط الثلوج  كلها عوامل ستدفع الارهابيين الى التحرك ضد القرى اللبنانية الحدودية الامر الذي يتطلب وعيا امنيا يترافق مع دعم سياسي من كل الاطراف الى الجيش اللبناني لمواجهة اضافة الى و عي من الاهالى و المواطنين في تلك المنطقة اذ بامكانهم ان يكونو هم ايضا العين الساهرة لافشال اي مخطط ارهابي غرضه الفتنة و النيل من الجيش الوطني .

يبقى ان نعول ايضا على المساعي الحثيثة لاعادة احياء الحوار بين تيار المستقبل و حزب الله الذي ان بدأ فسوف يخفف الاحتقان الداخلي و يوفر للجيش اللبناني دعما اضافيا ً لا يستطيع بعدها الارهابيون او خلاياهم النائمة من الاستفادة من اجواء الخلاف السياسي للقيام بأعمال ارهابية هنا و هناك .

اذا المطلو و المرتجى في اهذه المرحلة المزيد من التوافق السياسي و الالتفاف حول الجيش و القوى الامنية لان اي خلل في هذا المجال سوف ينعكس سلبا على لبنان .

فنحن امام ايام صعبة تنتظرنا في الاسابيع المقبلة فهل نكون على قدر المسؤولية  فنتجاوز هذه المرحلة الامنية الخطية لنصل الى شاطىء الامان السياسي حيث تحل فيه ازماتنا السياسية و الاجتماعية