دخلت المحادثات بين إيران والقوى الست في فيينا أمس، مساحة الشياطين، حيث التفاصيل المعقدة التي ترجح كفة النتيجة سلباً أو إيجاباً على طريق الأيام الاربعة المتبقية للتوصل إلى اتفاق نووي شامل.
ويبدو أن ما تبقى من معوقات سياسية الطابع وليست جوهرية، ويشير خبراء إلى أنها تتعلق بحاجة كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته والرئيس حسن روحاني لتطمين الأطراف المحافظة في كل من البلدين. ومع ذلك لا تزال هناك خلافات.
والخوف من أن يتم تقديم طرح جديد غير متفق على نقاشه في جدول الأعمال لعرقلة سير العملية التفاوضية، على غرار ما حصل عشية الرابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي، حيث كان الإيرانيون والأميركيون في خضم صياغة الاتفاق المؤقت، وخرج وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ليعلن إلى الملأ الخلافات ويهدد أي اتفاق محتمل، حتى وصل به الأمر إلى طرح مواضيع عسكرية إيرانية كالصواريخ الباليستية. وقف فابيوس حينها ضد تقديم تنازلات لإيران، قائلاً إن فرنسا لن تتبع «لعبة حمقاء».
يأتي الربط خصوصاً مع عودة «اللحمة» الخليجية التي كانت قد تفككت في آذار الماضي، لجمع الشمل على أعتاب التخوف من اتفاق يضفي على إيران صفة النووية. ومعلوم أن الموقف الفرنسي ينبع من العلاقة مع دول الخليج الأهم من الناحية الاقتصادية بالنسبة إلى باريس.
والتقى المفاوضون أمس، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي السابقة كاثرين آشتون، كما جرت لقاءات ثنائية بين الأميركيين والإيرانيين.
وبعيد ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه «إذا أظهر الطرف الثاني إرادة سياسية بالتوصل إلى اتفاق ولا يقدم طلبات مبالغاً فيها، فإن الشروط للتوصل إلى اتفاق متوافرة».
وأضاف روحاني أن «الحكومة تسعى من خلال الاتفاق النووي إلى ضمان حقوق الشعب وإرساء المزيد من الاستقرار في المنطقة، نظراً إلى أن التوصل إلى الاتفاق يخدم مصلحة الجميع عالمياً لأنه بإمكانه توجيه ظروف الاقتصاد العالمي الذي يعاني من مشاكل اليوم نحو التحسن».
إلا أن لبريطانيا رأياً مغايراً، إذ أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند من لندن أن بريطانيا «غير متفائلة» إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق.
وقال الوزير البريطاني «أنا غير متفائل بإمكانية الانتهاء الاثنين المقبل، إلا أنني أعتقد أنه إذا تمكنّا من إنجاز بعض الخطوات الأساسية، فقد نجد السبيل لإرجاء هذا التاريخ المحدد للتوصل الى اتفاق نهائي، إذا أنجزنا تقدماً في الاتجاه الصحيح».
وأضاف هاموند «نريد بقوة أن نتوصل إلى إبرام اتفاق مع إيران، لكننا لا نريد اتفاقاً سيئاً. من الأفضل عدم التوصل إلى اتفاق من التوصل إلى اتفاق سيئ. الاتفاق الجيد مع إيران سيعطينا الضمانة بأن برنامج إيران موجّه فقط للاستخدام النووي المدني وليس له بعد عسكري، وبأن القدرة على التخصيب لدى إيران محددة بمستوى لا يمثل تهديداً على الصعيد العسكري». وقال «سيتطلب الأمر مرونة كبيرة من جانب المفاوضين الإيرانيين في الأيام المقبلة للتوصل إلى هذا التفاهم».
في هذا الوقت، قرر وزير الخارجية الأميركي جون كيري تأجيل توجهه إلى فيينا، حيث كان ينتظر وصوله في منتصف الأسبوع على غرار الوزراء الآخرين في مجموعة الـ5+1.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن كيري «سيبقى في لندن لمتابعة المشاورات مع فريق المفاوضين» في فيينا ومع الإدارة في واشنطن.
وأضافت بساكي أن كيري «سيتوجه صباح اليوم إلى باريس لإجراء اجتماعات منفصلة مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تتعلق بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني»، مشيرة إلى أن كيري «سيتوجه إلى فيينا في وقت لاحق هذا الأسبوع لكننا لم نحدد بعد التاريخ».