لم تكن سينتيا ابو ناضر تخرج من مربّع أمنيّ أو من مكان آخر مشبوه، ولم تكن تركن سيارتها على الجبهة، إنما خرجت برفقة زميلها من الجامعة اللبنانية كلية الإعلام والتوثيق - الفنار، في وضح النهار، عند الثالثة ظهراً، لتَعود أدراجها إلى المنزل. لكن ما تعرّضت له من اعتداء في محيط الجامعة لم يكن أبداً في الحسبان، بعدما انتبهت لدراجة نارية مسرعة في اتجاهها... فإليكم حقيقة ما حدث.   كانت سينتيا (19 عاماً) تركن سيارتها نوع chery، قرب الحائط الملاصق للجامعة، فهي تخشى وسائل النقل المشتركة، وسوابق «شوفوريّة التاكسي». لذا، السيارة الخاصة «أطمَن بال»، على حد تعبيرها، ظناً منها أنّ لشهية الخارجين على القانون حدوداً أو قيوداً.   تفاصيل الإعتداء   تروي سينتيا لـ«الجمهورية» حقيقة ما تعرّضت له: «بينما كنت أهمّ بصعود سيارتي، إقترب منّي شاب من حيّ الزعيترية، على دراجته النارية، وقال بنبرة ساخرة: «يي، كنت ضربتك». فأجبته بهدوء: «تفضّل زيح ما في مشكلة»، وباعتقادي أنه سيُكمل طريقه، إلا أنه بدأ يُلقي الشتائم ويتفوّه بكلمات نابية. لا شك في أنني خفت للوهلة الاولى، خصوصاً أنّه لم يتنبه ربما إلى أنّ زميلي مازن موجود في السيارة».   وتتابع غاضبة: «حاولت بسرعة تشغيل السيارة بدعم من مازن والهروب الى جهة معاكسة، بعدما رأيته «يخرطش» سلاحه، ويكاد يضع إصبعه على الزناد، مصوّباً سلاحه نحونا».   تأسف سينتيا للأوضاع الامنية المتروكة في محيط الجامعة، وتسأل بنبرة عالية: «هل بات علينا التسلّح قبل المجيء إلى الجامعة؟ من يحفظ أمننا وسلامة تنقّلنا؟». وتضيف: «نحن في منطقة الفنار «منبوذين» أشبه بجزيرة، لا أحد يشعر بنا ولا مَن يدرك معاناتنا».   من جهته، يؤكّد مازن، زميل سينتيا، انه «لم يحاول تكبير المشكل أو استفزاز الدرّاج، واعتقد بأنّ الحادث انتهى عند هذا الحد. إنهمكتُ في تشغيل الموسيقى في السيارة، محاولاً تهدئة الامور، إلى أن سمعتُ سينتيا تصرخ: «فَرد... معو فرد»، وعلى الفور طلبت منها الإقلاع، لكي لا ينال منّا».   الأمن «فلتان»   من جهته، يطالب رئيس الهيئة الطالبية في كلية الإعلام جوليان زغيب، بضرورة تسيير دوريات أمنية في محيط الجامعة، قائلاً: «هذه ليست المرة الاولى التي يتعرّض الطلاب فيها، وتحديداً الطالبات، لمحاولات اعتداء أو حتى تحرّش لفظي، فغالباً ما نواجه تصرفات استفزازية، وتحرّكات مكثفة لدراجات نارية مشبوهة، ونحاول ضبط أنفسنا». ويأسف «لغياب ضبط الأمن في محيط الجامعة، وحماية سلامة الطلاب».   ويؤكد زغيب أنّ «الهيئة لن تتهاون في حماية الطلاب، وهي في صدد التواصل مع إدارة الجامعة لاتخاذ تدابير إحترازية، تحمي الطلاب في أي وقت دخلوا الى الجامعة أو خرجوا منها».   في الختام، ما تعرّضت له سينتيا يعيد إلى الواجهة، ليس أمن طلاب الجامعات والمدارس فقط، إنما أمن المواطنين العُزّل، في وقت تنحرف فئة من «اللبنانيين» عن القانون، تسرح وتمرح، وتشهر سلاحها في وضح النهار، ولا مَن يضبطها. فهل المطلوب العودة إلى الامن الذاتي؟