كشفت المواجهات المسلحة التي خاضها الجيش اللبناني في بلدة بحنين ـ المنية وقبل ذلك في بلدة عاصون ـ الضنية، الكثير من المعلومات والتفاصيل عن عمل تلك الخلايا وارتباطاتها داخليا وخارجيا بتنظيمات كانت تعمل على تجنيد الشباب وإرسال بعضهم الى سوريا والعراق، وبناء أرضية لها في تلك المناطق، مستفيدة من حالة التعاطف مع "الثورة" السورية ومن وجود أعداد كبيرة من اللاجئين المنتشرين بغالبيتهم في مخيمات غير شرعية.   وربما جاءت العمليتان العسكريتان اللتان قام بهما الجيش في أوقات متفاوتة ضد الشيخ خالد حبلص ومجموعته في بلدة بحنين، وأحمد سليم ميقاتي في بلدة عاصون ـ الضنية، لتقطعا الطريق على استكمال هذه الخلايا لنشاطها وإنهاء ما بدأت تخطط له على الارض من إيجاد مربع أمني لها يمتد من الضنية الى المنية، والتي كانت مصادر قد أشارت سابقاً الى أنه يهدف الى إيجاد ممر على البحر مرتبط بجرود الضنية ومنها الى مناطق اخرى قد تصل الى جرود القلمون عبر عرسال.   ويبدو من مسار التحقيقات التي يجريها الجيش مع الموقوفين في أحداث المنطقتين، ان الخلايا كانت قد قطعت شوطا متقدما على صعيد إنشاء هيكلية تنظيمية لها، قوامها أعداد كبيرة من الشبان الموزعين على العديد من قرى القضاء وداخل مخيمات اللاجئين، قبل أن يعمل الجيش على تفكيك بعضها ومصادرة أسلحتها، فضلا عن كشف المعلومات المتعلقة بعدد الذين ذهبوا الى خارج لبنان للقتال الى جانب تنظيم "داعش" وغيره، والطريق التي سلكوها والجهة التي سهّلت لهم تلك المهمات.   وجاءت امس عملية تسليم ثلاثة شبان من آل دهيبي لأنفسهم، بعد عودتهم من تركيا عن طريق مرفأ طرابلس، حيث كانوا يقاتلون الى جانب "داعش" في سوريا، لتؤكد صحة ما تم تناقله من معلومات عن وجود عشرات الشبان الذين جرى تجنيدهم مؤخرا وإرسالهم من طرابلس الى تركيا ومنها الى سوريا.   وأشارت المعلومات الى ان الشبان الثلاثة، وهم من ضمن مجموعة كانت قد غادرت قبل خمسة أشهر الى تركيا ومنها الى سوريا، كان قد جنّدهم أحد الأشخاص الذي كان لقي مصرعه في المواجهة بين الجيش ومجموعة ميقاتي في عاصون.   وأوضحت المعلومات أن الشبان الثلاثة كانوا قد تواصلوا مع عائلاتهم قبل عودتهم لإتمام عملية تسليم أنفسهم، وأشاروا الى انهم فوجئوا بما هو على الأرض في سوريا والذي كان بعكس ما يتوقعونه من مشاركتهم في عمل جهادي.