من الطبيعي ان يسقط ضحايا ابرياء بسبب ملاحقة القوى الامنية لاحد المخالفين والفارين من وجه العدالة ومن الطبيعي ان تحدث اضرار تلحق بالآمنين نتيجة المداهمات لبعض المرتكبين والهاربين من العقاب , ومن الطبيعي ايضا وايضا ان يسبب الانتشار الامني للجيش في مناطق تأوي بعض الخارجين على القانون ارباك لبعض المصالح التجارية واهدار للكرامات وازلال للبعض من المارة الى اعمالهم ووظائفهم والباحثين عن لقمة العيش.   لكن الغير طبيعي هو غض الطرف عن منطقة بكاملها تعادل مساحتها ثلث مساحة البلد تحولت الى مرتعا للجريمة والقتل والسلب وفرض الخوات والتهريب والخطف والسرقة وزراعة المخدرات وتجارة الممنوعات  ( حبوب الكبتاغون ) وغيرها واطلاق الرصاص بمناسبة وغير مناسبة واقتناء السلاح والتجارة به وترويجه الخفيف منه والمتوسط وحتى الثقيل .....    والغير طبيعي ايضا ان المتهمين بهذه الجرائم او ببعضها يسرح ويمرح على مرأى ومسمع القوى الامنية وبحماية قوى حزبية من قوى الامر الواقع ويجتاز الحواجز العسكرية بامان واطمئنان دون حسيب او رقيب ,او حتى دون مجرد السؤال عن هويته او اسمه ( وهو مزود ببطاقات تسهيل مرور سواء من القوى الشرعية او احزاب قوى الامر الواقع وبكامل سلاحه) بحيث انه يتمكن من ارتكاب عمله المشين من خطف وسلب بمنتهى اليسر والسهولة دونما الخوف من اي امكانية بملاحقته او تعقبه لدرجة انه يفاوض ممثلين لأجهزة امنية لترك ( صيده الثمين ) المخطوف الرهينة لقاء فدية مالية تقدر بمئات الالاف من الدولارات وفي بعض الاحيان قد تصل الى الملايين حسب الحجم المادي والمعنوي للضحية المخطوف .    والامر الغير طبيعي ايضاوايضا ان هناك امكنة يلجأ اليها هؤلاء المخلين بالامن ,المتجاوزين للقانون والمرتكبين للجرائم بحثا عن فترات للراحة والاسترخاء وهذه الامكنة هي المربعات الامنية التابعة لقوى الامر الواقع بحيث يحظر على الجيش الدخول اليها او حتى الاقتراب منها بذريعة ان الضرورات الامنية لا تسمح لاحد حتى للقوى الشرعية من الدخول الى هذه الامكنة التي تحولت الى حظائر لحماية القتلة والمجرمين وبالتنسيق مع مافيات من هذه القوى الحزبية .     على ان الخطير في الامر الغير طبيعي ايضا وايضا وايضا ان تقف الدولة بكافة اجهزتها عاجزة عن تأمين الحماية للسكان الآمنين في هذه المنطقة ,منطقة البقاع الشمالي , في مصالحهم وارزاقهم وحياتهم ,بحيث يضطر هؤلاء الى تأمين الحماية الذاتية لانفسهم .     والاخطر من كل ذلك ان الاهالي في منطقة البقاع الشمالي يستصرخون القوى الامنية وقوى الامر الواقع لحمايتهم من عصابات القتل والسلب ومافيات حماة الخارجين على القانون والفارون من وجه العدالة , ولا من مجيب .    هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه ابناء هذه المنطقة المحرومة من الامن والانماء يفترض سؤالا جوهريا : هل يترك الجيش لتنفيذ خطة امنية واسعة وشاملة وناجحة دون تدخلات سياسية وحزبية , وعلى ان تستكمل بخطة انمائية حقيقية ؟؟؟؟؟؟    وهل يسمح بالقاء القبض على الذين يقومون باعمال الخطف والسلب والقتل ؟ .ام ان ذلك لن يكون بحجة دعم الجبهة في الجرود لمواجهة الجماعات الارهابية هناك ؟   وهل جرى حتى الآن القبض على احد المنتجين والمصدرين لحبوب الكبتاغون رغم ان الاسماء والعناوين والمخابيء معروفة ؟ علما بان لبنان اصبح اكبر بلد مصدر لهذه الحبوب .    وهل سيعقب هذه الخطة الامنية خطة تنموية شاملة ام ستحرم منها لأن الاقطاع السياسي والحزبي وقوى الامر الواقع سيعتبرها مصادرة لمواقعه ونفوذه ؟    والى ان تتوافر اجوبة شافية لهذه الاسئلة سيبقى ابناء منطقة بعلبك الهرمل دون غطاء امني يحميهم ومحرومين حتى ولو صار البعض منهم اغنياء , وان ما اطلق عليه بالخطة الامنية ليس اكثر من برباغندا اعلامية وزوبعة في فنجان .