لا يزال هروب شادي المولوي واسامة منصور، وغيرهما من المسلحين الذين يتبعون لهما من التبانة وبحنين، لغزاً، ولاسيما حول كيفية خروجهما من المنطقة وتجاوز الطوق الامني الذي كان مفروضاً عليها.   وعرضت مصادر واسعة الاطلاع لـ"السفير" ما يشبه السيناريو الافتراضي لعملية الفرار، فرأت أن مسلحي التبانة أيقنوا بعد القصف العنيف الذي تعرضوا له، أنهم غير قادرين على الصمود، وجاء التعبير عن ذلك في التسجيل الصوتي لشادي المولوي عبر مواقع التواصل واتهم المشايخ بأنهم "تخلوا عنا وباعونا".   وبحسب معلومات أمنية فإن أسامة منصور وشادي المولوي لم يخرجا معاً من التبانة، بل خرج كل منهما على حدة خشية وقوعهما سوية في قبضة الجيش، فخرج احدهما من طريق وأما الآخر فتوارى عن الأنظار ضمن التبانة، وأن البحث عنه، أقرب الى البحث عن "إبرة في كومة قش"، بسبب كثافة الوحدات السكنية وتداخلها.   أما في بحنين، فتقول المعلومات المتوفرة لـ«السفير» إن المسلحين بقيادة الشيخ خالد حبلص هربوا بداية الى ضهور بحنين حيث نصبوا كمائن للجيش وخاضوا معه مواجهات مباشرة، ثم انتقلوا الى عيون السمك وهي منطقة شاسعة وتضم آلاف الهكتارات من البساتين. ومن شأنها أن تفتح المجال للمسلحين لسلوك طريقين: الأول شمالاً باتجاه عكار عبر النهر الى جديدة القيطع والمحمرة وببنين. والثاني شرقاً باتجاه الضنية إما نحو بلدات عزقي والمطل، وبخعون وعبرها الى حقل العزيمة وعاصون وسير وبقاعصفرين. أو عبر نهر البارد الى أطراف بلدة بطرماز وصولاً الى قرحيا في جرد الضنية وهي نقطة تتصل مباشرة بمنطقة وادي جهنم في عكار والتي يمكن أن يعبر إليها المسلحون بسهولة.   وبعد الاعترافات التي أدلى بها الموقوف أحمد سليم ميقاتي عن نيته إقامة إمارة تضم بلدات عاصون وسير وبقاعصفرين، تتضح سهولة تواصل مجموعة الميقاتي مع مجموعة الشيخ خالد حبلص في بحنين عبر هذه البلدات التي يمكن أن يكون سلكها المسلحون للهروب من قبضة الجيش.