لفت مصدر سياسي بارز لصحيفة “السياسة” الكويتية إلى أن “المجموعات والخلايا النائمة في عدد من مناطق الشمال كانت موضع رصد ومتابعة من الجيش، وعلى الرغم من تعرض المواقع الرسمية لعدد من الهجمات في الأسابيع والأشهر الماضية، فإن قيادة الجيش تروت وتعاملت بصبر شديد لمعالجة الأمر، من خلال استكمال جمع المعلومات وتحديد أماكن تواجد المسلحين، وانتظار اللحظة المناسبة للانقضاض عليها، من دون فتح معركة عسكرية واسعة ستكلف الجيش والمدنيين خسائر كبيرة. وهذا ما حصل تقريباً، باستثناء أن الأحداث تسارعت بعض الشيء، إثر استهداف أحد المواقع العسكرية بعد ظهر السبت الماضي، واضطرار الجيش إلى إطلاق حملته الواسعة”.

وأشار إلى أن “لمعركة طرابلس إيجابياتها رغم كلفتها الباهظة، فمن جهة انكشفت خلايا إرهابية نائمة في عدد من قرى الجوار، ومن جهة ثانية أظهرت أن محافظة الشمال الكبيرة ليست بيئة حاضنة للإرهاب، وإنما العكس صحيح، فهي بيئة حاضنة للدولة. ولو كان غير ذلك، لما استطاع الجيش النجاح في التحرك بسهولة، للقضاء على بعض الإرهابيين في أنحاء متفرقة من المحافظة”.

واوضح ان “موقف الحكومة الحازم وتأييد قوى “14 آذار” بزعامة الرئيس سعد الحريري، وفرا الدعم المطلق للجيش للقضاء على بؤر الإرهاب، وهو موقف ينسجم مع مبادئ “14 آذار” الداعية لقيام الدولة القوية والقادرة، وحصرية السلاح بيدها. وبهذا المعنى فإن الجيش اللبناني لا يخوض بأي شكل من الأشكال حرب “حزب الله” أو النظام السوري، كما يردد بعض الموتورين، وإنما يخوض معركة تطهير لبنان من الإرهاب، بدعم عربي ودولي، وهو ما عبرت عنه لقاءات المسؤولين السياسيين والعسكريين في جدة وواشنطن في الأسابيع الأخيرة”.

وختم المصدر ان “هذه المعركة لا تصب في مصلحة أحد غير الدولة والفريق الداعم لها، وهي تضع الفرقاء الآخرين وخصوصاً “حزب الله”، مرة جديدة أمام مسؤوليته في توريط البلد بالحرب السورية ونقل بعض المحاولات التخريبية، عبر بعض المضللين إلى الداخل اللبناني”.