على درب الحرية والكرامة والعزة والشهامة يسيرالركب الحسيني حاملا مشعل الهداية والاصلاح لينير الدرب أمام كل مجاهد وثائرومستضعف ومظلوم يبحث عن حقه المسلوب وكرامته المهدورة والمسحوقة والمهمشة, يبحث عن العدل والأمن الامان والطمأنينة ورفضاً للظلم والظالمين المستبدين الذين عاثوا ويعثون في الارض جورا وفسادا وخرابا ودمارا وقتلا للبشر والشجر والحجر. ورغم كل ذلك يبقى الانسان مستعدا للتضخية والفداء وتبقى الشعوب المستضعفة والجماهير غاضبة إذا ما اراد أي دكتاتور سلب حقوقهم, وما الحروب التي تخوضها الشعوب إلا من أجل تلك الغاية من أجل الاستقلال والحرية والكرامة , إن الحياة تصبح بلا طعم إذالم تكن ممزوجة بالحرية و تفقد جوهرها ومحتواها وهنا تصبح الحياة لا تطاق ولا تستحق ان يحياها إنسان في ظل النظم الدكتاتورية . فلا خير في الحياة بلا حرية ولا خير في الحياة كشعار بل الخير كله في ان تلامس الشعارات ساحة التطبيق والعمل، فيمارس كل واحد منا حريته الفردية والشخصية ويتمتع بها، وهذا ما أراده ثائر العدالة الإنسانية الإمام الحسين (ع) في كربلاء، فهو ثائر من أجل حقوق الإنسان مهما كان لونه أو جنسه أو دينه أو طائفته او مذهبه، ولهذا كان لخروجه على الظلم والطغيان الصدى الكبير في العقول والنفوس، ومن هنا لقد تضمن كتاب ثورته نماذج صادقة في التضحية والثبات والصمود, لم نجد موقفا واحدا تزلزل فيه أصحابه عن مهمتهم ومواقعهم أو استسلم أو فرَّ من نزال يقول أحد أفراد العدو وهو يصف رجال الحسين : ثارت علينا عصابة أيديها على مقابض سيوفها كالأسود الضارية تحطم الفرسان يمينا وشمالا تلقي نفسها في الموت ولا تقبل إلامان ولا ترغب في المال ولا يحول حائل بينها وبين المنية أو الاستيلاء على الملك. ومن تلك النماذج يأتيه من أصحابه سعيد الحنفي ليقف أمامه وهو يصلي حتى لاتصيب الامام الحسين"ع" السهام ويتلقى السهام حتى أتم  الحسين"ع" صلاته وسقط سعيد على الارض من كثرة الجراحات, ومن تلك النماذج أيضا يأتيه عبدُ أسود من الذين التحقوا بجبهة الحسين"ع" يستأذنه في الحرب فيقول له الامام الحسين"ع" إنك إنما تبعتنا طلبا للعافية فيقول له:  لا والله حتى يختلط هذا الدم الاسود مع دمائكم أهل البيت وزميل آخر له أسمه" جون يقول له الامام الحسين"ع" انصرف عنا إن شئت وانج بنفسك فيقع العبد على قدميه يقبلهما وهو يبكي ويقول إن لوني لأسود وحسبي للئيم وريحي لنتن فتنفس عليَّ بالجنة. وهكذا كان الجميع مصرا على الموت الكل يريد ان يتقدم ويعطي نفسه قربانا للحرية الضائعة والعدالة المفقودة وهو درس يقدمه التاريخ للأجيال الصاعدة في نضالها من أجل حريتها وكفاحها من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل. بقلم الشيخ محمد حسني حجازي