توقيت الزيارة التي قام بها رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب الكتائبي سامي الجميل الى العاصمة السعودية الرياض , وان جاء في السياق الطبيعي قبيل التمديد لمجلس النواب , الا انها اثارت تساؤلات لجهة انها حصلت غداة موقف للرئيس سعد الحريري بعد لقائه في روما مع البطريرك الماروني بشارة الراعي واعلن فيه النية للذهاب الى مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية بعد التمديد للمجلس النيابي وكما قال خلال لقاء روما انه لايظن ان قوى الثامن من آذار تريد الاستمرار في الفراغ الرئاسي معربا عن اعتقاده ان هؤلاء حريصون على الموقع الرئاسي.

  وهناك مؤشر آخر للتساؤل في ضوء ما قاله وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من ان الوضع الامني والسياسي في البلاد يحتمل التشاور حول مشاركة حزب الله في الدفاع عن الحدود وان يكون موضع نقاش وربما اجماع بين الاطراف اللبنانية , سيما بعدما نقل عن لسان البطريرك الراعي من انه / لولا تصدي حزب الله للجماعات الارهابية على الحدود الشرقية لوصلت هذه الجماعات الى جونية / .

  وهذا الموقف الاخير للوزير المشنوق يستحق التوقف عنده والبحث في ابعاده وخلفياته وما اذا كان يمكن ان يعني امكان حصول اي مقايضة لجهة المهادنة على استمرار تدخل حزب الله في الحرب السورية مقابل تسهيل حصول انتخابات رئاسة الجمهورية .

  ففي سياق مجموعة هذه العوامل المذكورة اي بين موقف الرئيس الحريري الذى نفى فيه عن قوى الثامن من آذار تهمة الاستمرار في الرغبة في تغذية الفراغ الرئاسي وموقف الوزير المشنوق وما بينهما من زيارة جعجع والجميل الى المملكة العربية السعودية يطفو على سطح هذه التطورات الاهتمام بكلام يتردد في بعض الاوساط السياسية حول امكان الدفع لاقتناص لحظة خرق يتحقق في موضوع الانتخابات الرئاسية بعد التمديد لمجلس النواب وربما في اواخر شهر تشرين الثاني المقبل كتلك اللحظة او الومضة العابرة الي ادت الى تأليف الحكومة الحالية في ظل عوامل خطيرة من ابرزها ان ثمة تدهورا امنيا هائلا في محيط لبنان , وانه من الاهمية بمكان توفير الظروف الداخلية واتاحة المجال لحصول الانتخابات الرئاسية لمنع انزلاق لبنان الى التدهور الاقليمي .

لكن ذلك لا يعني بالضرورة ان الانجاز الرئاسي يسير في طريق معبدة , فدون ذلك عراقيل وعقبات تتطلب المزيد من التشاور والمفاوضات لازالة هذه العراقيل للتمكن من وضع نهاية للفراغ الرئاسي .