عادت جبهة درعا على الجبهة الجنوبية لتتحرك من جديد ضد النظام السوري وذلك لرفع المزيد من الضغط على حكومة دمشق التي يبدو أن جيشها قد حقق بعض المكاسب الميدانية في الأسابيع الأخيرة في حلب والغوطة وجوبر، وتشير المعلومات الصحافية أن هناك غرفة عمليات أمنية يديرها أميركيون وسعوديون وفرنسيون بدأت عملها بفاعلية للسيطرة على معبر "نصيب" المعبر السوري الأخير مع الأردن فيما تسيطر جبهة النصرة على مقر الجمرك القديم.

هذ الحراك الأردني المستجد ترافق مع تقدم إسرائيل في تعاونها مع اجنحة المعارضة السورية في خطة إبعاد الجيش السوري عن منطقة فصل الإشتباك بين الجولانين المحرر والمحتل والعمل على إقامة منطقة الأمر الواقع العازلة.

وتضيف المعلومات الصحفية أن القوة السورية المدافعة عن المعبر تواجه خيارات صعبة جداً بعد سقوط حاجز أم المياذن الذي يمثل خط الدفاع الأخير عنها وقد يصيب سقوط المعبر المحتل بشظاياه لبنان بإغلاقه خط التجارة اللبناينة البرية الرئيسي الى بلدان الخليج العربي.

وتضيف المعلومات أيضاً ان الأردنيين نجحوا في الأسبوع الماضي عبر فرقة حمزة بانتزاع تل الحارة الإستراتيجي السوري الذي يضم أحد أهم مراكز التنصت على الإتصالات الإسرائيلة، ويعزى سقوطه السريع الأسبوع الماضي بيد جماعات أقل تسلحاً وخبرة الى خرق أمني في قيادة اللواء 121 المكلّف بالدفاع عن التل، وتتابع المعلومات الصحافية أن الأردن يستعجل الحصول على حصتهم شرق درعا وغربها بعد أن تحوّل الإسرائيلي لاعباً أساسياً في الجولان السوري، وكشف وزير الحرب الإسرائيلي موشي يعلون عن التعاون العسكري مع المعارضة السورية بعد ازدهار التعاون الطبي واللوجستي.

وتؤكد المعلومات الصحفية ذاتها أنه من دون التمهيد المدفعي الإسرائيلي في حرب التلال في ريف القنيطرة لم يكن بوسع المعارضة السورية أن تتقدم نحو بعض التلال لاسيما تلال الحمرا الشرقية والغربية التي دخلتها النصرة ورفعت عليها أعلامها تحت أنظار الإسرائيليين في تل أبو الندى الإستراتيجي القريب.

كل هذه المعطيات تشير الى أن في الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد تلك المنطقة وخاصة جبهة درعا والقنيطرة تسخيناً مرتفعاً تمهيداً نحو عمليات عسكرية أوسع لدى الطرفين...

ومن المعلوم أن جبهة درعا هي جبهة حساسة ومصيرية بالنسبة للطرفين فالحسم فيها يعني تبدل وجه المعركة وبالتالي إعادة خلط الأوراق مجدداً على الساحة السورية التي يبدو أنها ذاهبة الى تصعيد خطير على أبواب الشتاء وعلى كل الجبهات....