لا يتوانى حزب الله عن تقديم الدعم المعنوي والكلامي للمؤسسة العسكرية، يذهب أكثر من ذلك في بعض الأحيان وتحديداً في هذه المرحلة إذ يحاول مساندة الجيش عسكرياً كما حصل في معارك عرسال، لا خلاف على هذه النقطة وإن اختلفت رؤى الأفرقاء السياسيين لها، هناك من يرى أن هذا الدعم حقيقي، والآخر يعتبر أن الدعم هو لتوريطه في مغامرات الحزب، ولإستدراجه إلى الدفاع عن الحزب في غير مكان وميدان.   لا ينفصل هذا الكلام عن ما سرّب حول اللقاء الذي عقد بين قائد الجيش العماد جان قهوجي والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل فترة. يحاول الحزب فصل المؤسسة العسكرية ودعمها عن شخص قائدها الذي طرح كمرشّح رئاسي منذ مدة وما زال إسمه قيد التداول.   سرّب عن اللقاء دعم نصر الله للجيش في أي بقعة من لبنان، كما أبدى استعداد المقاومة للدفاع عن الحدود اللبنانية جنوباً وشمالاً وشرقاً إلى جانب الجيش، لكن نصرالله أردف لزائره قائلاً: "مرشحنا الرئاسي هو الجنرال ميشال عون". هذا اللقاء وما طرح فيه علماً انه لم يؤكده أحد من المعنيين أو القريبين من الحزب، يفتح الباب أمام جملة تساؤلات حول حصول بعض اللقاءات والتنسيق بين حزب الله وتيّار المستقبل في إطار البحث عن مخارج تسووية في لبنان رغم الإشتباك الإيراني السعودي في الإقليم. إحدى هذه الروايات والتي تشير إليها معلومات "المدن"، تتحدث عن إنعقاد لقاء أول الشهر الجاري، بين المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والرئيس سعد الحريري، في إحدى الدول العربية، للتشاور في أمور عدّيدة.   تتحدثّ الرواية عن حصول اللقاء في المملكة العربية السعودية، وتوقيتها أتى بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى جدة للقاء وزير الخارجية سعود الفيصل، أي أن اللقاء حصل بحسب ما تقول الرواية قبل عودة الإشتباك الإيراني السعودي، وهو حصل بناء على مبادرة قطرية للحفاظ على الإستقرار في لبنان وتأمين إنتظام عمل المؤسسات. تكمل الرواية في مضامين هذا اللقاء أن ما طرح خلاله، إمكانية حصول مقايضة تأتي بالرئيس الحريري إلى السراي والنائب ميشال عون إلى بعبدا، فكان طلب المستقبل للقبول بها إنسحاب حزب الله من سوريا، الأمر الذي رفضه الحزب، ما لم يسجّل أي تقدم على صعيد ما تمت مناقشته في اللقاء. يحيط المعنيون بتكتم شديد حول هذا اللقاء، وعند سؤال "المدن" لعدد من نواب المستقبل عن الموضوع، منهم من أشار إلى عدم علمه به، والآخر قال إنه لا يستغرب حصوله ولكن العبرة تبقى في النتائج التي على ما يبدو لم تسجّل أي جديد. لا شك أن هذا الكلام يستدعي إستغراباً في الأوساط، وكان الرد المباشر عليه من أحد النواب بأنه:" لو حصل في فرنسا مثلاً لكان يؤخذ على محمل الجدّ أما في السعودية فأستبعد ذلك".   يرى حزب الله أن الوضع الحرج حالياً يحتاج الى التهدئة الداخلية، إنطلاقاً من مبدأ عدم القدرة على فتح جبهات عدة، وهو بحاجة إلى الحفاظ على الوحدة الداخلية التي عمادها الحكومة، ولا شك أن حزب الله استراتيجياً يريد تسجيل خروقات سنّية لتخفيف الإحتقان، وهنا يؤكد أحد نواب الحزب البارزين لـ"المدن" أن الحزب يسعى إلى توحيد الرؤى مع المستقبل للحفاظ على الأمن والإستقرار في البلد، لأن الخطر الداهم من الخارج يهدد الجميع وليس حزب الله فحسب، بل يهدد المستقبل ووجوده قبل تهديد الحزب.   ما يؤكد هذا الطرح بعض المعلومات التي توفّرت لـ"المدن"  وتؤكد أن هناك قراراً لدى الحزب يقضي بالتهدئة مع المستقبل، بدأت ملامح التهدئة من صيدا إذ تشير المعلومات إلى أن مسؤول الحزب فيها زيد ضاهر أصدر تعميماً يمنع بروز أي مظهر من مظاهر عاشوراء في المدينة، لعدم استفزاز أحد. ولكن المؤشرات الإقليمية المؤثرة لا توحي بأي راحة داخلية، الإشتباك الإيراني السعودي يتوسّع ويتمدّد ويبقى التخوف من أن يطال لبنان، وهنا تضع شخصية سياسية بارزة كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن التهدئة في سياق تهديد مبطن.