من حزب الله لبنان الى انصار الله اليمن حبل ايران الممدود . كثيرة هي اوجه الشبه بين جماعة انصار الله في اليمن والتي يتزعمها عبد الملك الحوثي وبين حزب الله في لبنان شكلا ومضمونا . ففي الشكل فان الكاريزما التي يتمتع بها عبد الملك الحوثي وهو يقف مخاطبا جماعاته تشبه الى حد كبير الكاريزما التي يتميز بها السيد حسن نصرالله المحببة كثيرا لجمهور حزب الله وهو يتفاعل بكثير من الانجذاب وبقليل من الوعي لكل حركة من حركات قائده والمدروسة بعناية فائقة وهو يراه خطيبا على المنبر , حتى وضع العمامة لها تأثير على احاسيس ومشاعر هذا الجمهور الغائب عن الوعي . اما في المضمون فان حزب الله وانصار الله يعملان على الاستفادة من اللعب على وتر الشحن المذهبي اضافة الى نوعية وكيفية التحالفات , فالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح حليف الحوثيين لا يختلف كثيرا عن العماد ميشال عون حليف حزب الله في لبنان . لكن اهم المشتركات بينهما هي اطاعة وصية مرجعتيهما في ايران بالعمل على اضعاف الدولة ومن ثم الاستيلاء عليها والامساك بقرارات البلد وخصوصا المصيرية منها بحيث انه لا يمكن لأي قرار ان يأخذ طريقه الى التنفيذ بدون موافقتهما وبالتالي ربط البلد بالمشروع الايراني الاقليمي , لأنه لا مشروع وطني لديهما . لكن المشترك الاهم بينهما فهو انهم يضعون البلد في شبه عزلة ويعطلون عمل الحكومة وحتى اذا شاركوا فيها ,ويجمدون المؤسسات الا ما يخدم مصالحهم وخصوصا الامنية والعسكرية والاقتصادية والمعيشية. وجدير بالاشارة الى ان الحوثيين تعلموا الكثير من حزب الله وهناك وسائل واساليب متشابهة في منظومة عمل التنظيمين اليمني واللبناني لاختراق المؤسسات ونخرها وبالتالي افراغها من مضمونها حتى ينتابها الشلل التام بحيث تصبح عاجزة عن القيام بالحد الادنى من الواجبات المطلوبة منها متعللة بحاجتها الى غطاء شرعي لا وجود له الا عند مرجعيتهم القابعة في طهران , وبالطبع لا تنسى المرجعية الايرانية وفي غير مناسبة ان تدعم جهودهما في مصادرة البلد سياسيا وعسكريا وتثني على طاعة هذين التنظيمين . وفي اللقاء الاخير الذي جمع وفد من علماء الزيدية الذي زار ايران مؤخرا بالسيد علي اكبر ولايتي مستشار السيد الخامنئي حيث اطلق ولايتي شعارا جديدا وهو ان طريق تحرير فلسطين يمر عبر اليمن , وهو ما يمثل ذروة الاعتزاز والتكريم للحوثيين من جانب المرجعية في ايران , مع التذكير بالموقع الاستراتيجي المهم لليمن للاشارة الاى ان طهران تعتزم استثمار هذا الموقع . اما رصيد حزب الله انه حارب اسرائيل حتى تحرير الجنوب فان له مكانة خاصة لدى المرجعية الايرانية . لا شك ان الاجتياح العسكري الذي قام به الحوثيين لاحتلال المؤسسات اليمنية في اكثر من مدينة ومنها العاصمة صنعاء يقابله اجتياح سياسي لحزب الله على المؤسسات اللبنانية لدرجة انه لا يتم انتخاب رئيس جمهورية الا بمواصفات ايرانية والعبث بمؤسسة مجلس النواب , والتلاعب بكافة الملفات المتشابكة والمتراكمة والتي لن تجد طريقا للعلاج الا باستشارات تأتي من طهران .