ادى هطول الامطار الغزيرة على طول السلسلة الشرقية بين لبنان وسوريا، الى تراجع "الحرارة العسكرية" بين مقاتلي "حزب الله" والجيش السوري من جهة ومسلحي المعارضة من النصرة" و "داعش" وغيرهما من التشكيلات من جهة اخرى . وتميل هذه الجبهة الى الانحسار بفعل عامل المناخ الذي يعوق من حركة المسلحين وتمددهم في تلك البيئة المناخية القاسية. ويظهر للمراقبين هذا "الهدوء" في الايام الاخيرة على طول السلسلة الشرقية من جرود القاع مروراً بعرسال ووصولاً الى جرود بريتال. ويفيد هؤلاء ان الانهيارات التي وقعت في عدد من الطرق والمسالك الجبلية اثرت سلبا في حركة المسلحين المعارضين وتنقلاتهم، في وقت استحدث "حزب الله" مواقع وتحصينات جديدة وخصوصاً بعد المواجهات الاخيرة التي خاضها في جرود عرسال. وكان الجيش اللبناني قد عزز بدوره تحصيناته العسكرية في مراكزه على طول المواقع المواجهة للمسلحين في الجرود. وتفيد الاوساط ايضا ان قيادة الحزب لجأت في الايام الاخيرة الى الاستعانة بكوادر عسكرية كبيرة تشرف على ادارة المعركة والمواقع المتقدمة للحزب على حدود البلدين وفي العمق السوري، لعدم الافساح للمسلحين في التقدم باتجاه الاراضي اللبنانية. ويؤكد متابعون لمسار المواجهات المفتوحة بين الطرفين، ان عامل الطقس يصب اكثر في مصلحة "حزب الله"، على عكس حال المسلحين الذين يضطرون للجوء الى اسلوب الهجوم لتحقيق نقاط على الارض والعمل على الحصول على مواد تموينية وغذائية وجمعها في المغاور والاماكن الجبلية التي يقيمون فيها. ويواجه هؤلاء ايضا صعوبة في الوصول الى منطقة الزبداني بفعل نيران الجيش السوري وسلاح طيرانه. الهدوء الذي تعيشه جرود السلسلة الشرقية لا يعني انه سيستمر على هذا المنوال اذا سنحت الفرصة لاي من الطرفين في الهجوم على خصمه، بعدما اختبر كل منهما قوة الاخر وتكتيكاته.