نبّه مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الاسلام الشهال الى ان التطورات الأخيرة قد تكون مؤشرا لانهيار لبنان والمؤسسة العسكرية خاصة أننا في منطقة تشهد توترات كثيرة وتعيش مخاضا عسيرا ولبنان ضمن هذه المنطقة وبالتالي من الطبيعي ان يشهد صراعات وتداعيات تؤثر على الوضع الحالي فيه. واتهم الشهال في حديث لـ"النشرة"، "حزب ولاية الفقيه بالامساك بمؤسسات الدولة عموما وعلى الاخص بمخابرات الجيش"، لافتا الى أنّه "يهيمن بشكل عام على لبنان ويعطل المؤسسات ما يحدث اختلالا في التوازنات الطائفية".   الشهال: الجيش ليس محل اجماع ولا قبول واعتبر أن الطائفة السنية "تشعر بالغبن والضعف والبعض يعلن ويصرح  ويكشف هذه الحقائق والبعض الآخر يخضح ويركع او يمتص هذا الالم دون ان يعلن بشكل صريح "، وقال: "طالما انه يوجد حزب مهيمن بظلم وطغيان ويستخدم الجيش لصالح  مشروعه في المنطقة فمن الطبيعي ان يكون هناك من يرفض ذلك، خاصة وأنه ليس هناك للطائفة السنية رأس ديني ولا مرجعية سياسية ولا  تأثير امني ولا اي مشاركة فعلية بالقرار اللبناني". وأشار الى ان هناك "مجموعات متفرقة ترفض مثل هذه الهمينة وقد تجد نفسها مضطرة للدفاع عن كرامتها فتستخدم اسلوب القوّة، وهذا بلا شك يفتح المجال لاختراقات ولاستغلال مثل هذه الظروف للقيام بعمليات ضد الجيش ونسبها لمجموعات سنية متطرفة اسلامية، وتكون الحقيقة غير ذلك من اجل احداث فتنة وليكون هناك اصطفاف اكبر لصالح الحزب من شتى الطوائف اللبنانية". ولفت الشهال الى ان "الجيش ليس محل اجماع ولا قبول، وحزب ولاية الفقيه يريد أن يقاتل به ويستخدمه كعصا، فبهذه الطريقة يفقد الجيش مصداقيته ويوفر عليه عساكر ويقاتل بغيره ويقسّم الطائفة السنية"، معتبرا أن "تضاعف عمليات استهداف الجيش واردة، ولا يمكن ان نضعها في خانة واحدة او نردها لسبب واحد أو ننسبها الى جماعة واحدة". وتابع: "توجيه الاتهامات المباشرة المعلبة الى طرف او طائفة او مجموعات معينة يخالف ويجافي الانصاف واالعدل بالاضافة الى انه يوتّر الاجواء  ويزيد الناس احتقانا لانهم يشعرون بالظلم والغبن". واعتبر الشهال أنّه "قد تكون هناك نية او رغبة في ان يتحول الشمال اللبناني بشكل عام كقاعدة لجبهة النصرة او الدولة الاسلامية في لبنان، وهذا الامر من الطبيعي ان يفكروا هم فيه وان يوجد من يتعاون او يتفاعل بهذا الاتجاه... فقد رأينا كيف ان اعدادا كبرى من العراقيين تفاعلوا مع الدولة الاسلامية، حتى لو لم يكن من منطلق القناعة التامة انما من منطلق تحقيق الذات والدفاع عن النفس والرد والانتقام من عدو امعن بالقتل انتهاك الاعراض والتهحير وسفك الدماء"، وأضاف: "نحن لا نستبعد ان يتجاوب الناس مع اي دعوة تحقق هذه الرغبة لان الشمال عموما وطرابلس خصوصا لم تجنِ شيئا من رعاية الدولة ان كان اقتصاديا أو انمائيا أو سياسيا".   الأرضية جاهزة لداعش والنصرة في طرابلس ونفى الشهال ما حُكِيَ عن بؤرة أمنية في التبانة عرفت ببؤرة المولوي-منصور، مشددا على أنّه "لم يكن هناك من بؤرة اصلا، ولكن صارت هناك خشية من ثغرة  يعود منها الناس الى سابق عهدهم من القوة او الحرية.. فبعد الخطة الامنية، ارهبوا الناس واعتقلوهم وسجنوهم وهجروهم"، وأضاف: "ليس هناك من مربعات امنيّة ولا اي شيء آخر لأنّه من غير المسموح ان يكون لأهل السنة اي شعور بالمقدرة على حماية النفس والشعور بالامن والراحة... الفريق الاخر لا اقول ينشىء المربعات لا بل يهيمن على الدولة ويجعل من مناطقه دولة اخرى باطار حكم ذاتي". واعتبر الشهال أنّه تم "تضخيم الموضوع، فهم ليسوا اكثر من عشرات ولم يكن عندهم اي مقاصد او افعال تدل على انهم يريدون تشكيل مربع امني، والا لكانوا رفضوا التواري عن الانظار". وعمّا اذا كانت "النصرة" و"داعش" يتواجدان حقيقة في طرابلس، قال الشهال: "لا أعتقد ان التنظيمين يتواجدان في لبنان كتنظيمين، لكن ذلك أصبح سهلا باعتبار ان الارضية باتت جاهزة يوما بعد يوم بسبب الظلم والطغيان والتهميش". وتوقع الشهّال أن تشهد البلاد انفجارا أمنيًّا نتيجة "اصرار حزب ولاية الفقيه على الهيمنة على الجيش وعلى لبنان وخطفه واستخدامه ومؤسساته لصالح مشروعه في حربه ضد الثورة السورية لصالح النظام والمشروع الصفوي ما سيؤدي الى مزيد من التوتر والصراع والتأزم والانفجار الامني والعسكري". ودعا لـ"وقوف كل الطوائف والاحزاب والمذاهب صفًّا واحدًا للضغط على حزب الله للانسحاب من سوريا والا فمعنى ذلك انهم مشاركون بطريقة او باخرى بتدمير لبنان واحراقه ولو زعموا غير ذلك.. الحكومة بدرجة اولى مسؤولة وكل اطياف الشعب كطوائف واحزاب ومذاهب ايضا".