ذكرت صحيفة "اللواء"، انه قبل يوم من مجيئه الى بيروت اجتمع الشهيد اللواء الحسن مع ممثل حركة «حماس» في المانيا ثم عند الرابعة بعد الظهر غادر فرانكفورت متوجها الى باريس حيث اجتمع وتعشى مع الرئيس سعد الحريري والسفير جوني عبده وتبادلوا الاراء وكانت هناك طاولة لبنانية قريبة من طاولة الرئيس سعد الحريري والجالسون عليها يسمعون الى كل الاحاديث.انتهى الحادث بعد منتصف الليل ومثلما قرر اللواء الشهيد الحسن السفر في اليوم التالي حصل ذلك ووصل الى بيروت عند السابعة والنصف، في العادة عندما يصل الشهيد وسام الحسن يصل الى مكتبه ثم يتصل باللواء أشرف ريفي لكن هذه المرة لم يفعل قرر الذهاب الى شقته المستأجرة في الاشرفية ودخلها مع سائقه وجلسا معا.
كان الشهيد وسام الحسن قد غاب عن لبنان 16 يوما والتقى عائلته في اكثر الاوقات لكنه كان منغمسا في الاتصالات العربية والدولية والاسلامية واللبنانية والاجتماع مع المخابرات الدولية كلها في اطار عمله كما يحصل مع مدراء المخابرات في كل دول العالم، وقرر اللواء الحسن الا يتصل باللواء ريفي كي لا يعقد اجتماعاً معه في اليوم ذاته لانه كان على موعد مع شخصية هامة ستلاقيه في الشقة ويتناولان العشاء معا ويتم البحث في اهم الامور على ان يذهب في اليوم التالي الى مبنى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ومن هناك يتصل باللواء اشرف ريفي.
نزع اللواء وسام الحسن بطاريات اجهزته الخليوية كي ينقطع الاتصال كليا، وأبقى على جهاز لا يخضع للتنصت وهو جهاز متقدم للغاية خليوي لكن له شيفرة خاصة لا يمكن كشفها، وفي الوقت المحدد عند الحادية عشرة ليلا حضر الضيف في سيارة عادية وصعد الى الطابق الذي فيه اللواء الشهيد وسام الحسن اما السيارة التي اوصلت الضيف فاكملت طريقها وغادرت، أما الجهاز الذي يحمله اللواء الحسن موجود مثله مع ضابط كبير في فرع المعلومات وهو الوحيد الذي يتكلم مع اللواء الحسن واتفقا على ان لا يعرف احد انه موجود في بيروت.
لكن في الوقت ذاته اتفقا على ان تمر سيارة كل ساعة حول المبنى الذي يسكنه اللواء الحسن والشارع حوله لكشف ما اذا كان هنالك جهاز استماع او تنصت موجود داخل سيارة مجهزة لإلتقاط الاتصالات الخليوية حيث تقف السيارة قرب احدى المباني ويعمل كمبيوتر خاص على التفتيش على الموجات خاصة بعد وضع ارقام اللواء الحسن على جهاز الكمبيوتر او تلتقط الاجهزة التي تتكلم في المنطقة.
اكثر من اربع مرات حصلت اشارات ان سيارة تحاول الاستماع الى التنصف على شقة الحسن من الشارع ولكن كان الامر عدم اعتراض اي سيارة بل مراقبتها واذا احتاج الامر ابلاغ اللواء الحسن بالجهاز صاحب الشيفرة المعلومات اكثر واكثر.
لاحظت السيارة التابعة لشعبة المعلومات ان هنالك حوالى ثمانية عناصر في المنطقة يتمشون من مقهى فرح باتجاه الشارع الرئيسي في الاشرفية وحول المبنى، اما السيارة التي فيها الجهاز التي تلتقط التنصت فلم يستطيعوا تحديدها لكنها استمرت تمر كل ساعة تقريبا وكل مرة تمر تكتشف شعبة المعلومات ان داخلها جهازا خصيصا من صنع الماني متطور يلتقط الاتصالات.
بعد دخول الضيف عند الحادية عشرة الى الشقة وكان سائق الحسن قد ذهب وأحضر العشاء وكان قاطعا لجهازه الخليوي عبر سحب بطاريته ادخل المأكولات ووضعها على الطاولة فيما دخل الضيف تاركا جهازه يعمل بشكل طبيعي
الشبكة التي تراقب الشقة وتحدد اماكن الاتصالات فورا التقطت الجهاز الذي يرسل من مبنى الحسن مع الرقم مع المسافة وتلقى الضيف ثلاث اتصالات اكدت وجوده، وانه مستمع، لكن لم يكن احد يعرف انه مجتمع مع من انما الخلية الخارجية التي تراقب تأكدت من وجود شخص داخل الشقة لانه عندما ألغى الشهيد الحسن كل اجهزته الخليوية وسحب البطارية كذلك سائقه مرت الشبكة في حيرة ما اذا كان الحسن ترك الشقة ام بقي فيها انما عندما دخل الضيف وابقى جهازه مفتوحا ومن خلال السيارة التي فيها تجهيزات خاصة تم تحديد موقع الجهاز والمسافة فتم قياسها فتناسبت مع شقة الشهيد الحسن.
أبلغ الضابط في شعبة المعلومات ان سيارة التنصت التابعة للمعلومات تلتقط اشارات من سيارة تفتش على موجات خليوي في منطقة المبنى الذي يسكنه اللواء الحسن فسأل اللواء الحسن ضيفه اذا كان ترك جهازه مفتوحا مع البطارية فقال نعم، فطلب منه نزع البطارية وتم نزع البطارية لكن الذي فات قد فات فقد تأكدت المجموعة ان شخصا موجود في الشقة ولم يخرج وان سيارة اللواء الحسن موجودة، وبالتالي كان السؤال هل اللواء الحسن موجود في الشقة أم لأ، لأن السيارة كانت احيانا تكون مع السائق وينام في الشقة أي سائق الحسن.
حصل الإجتماع بين اللواء الشهيد والشخصية الهامة وغادر الضيف عند الرابعة فجرا المنزل الذي استأجره اللواء الحسن، والخطأ الذي ارتكبه انه فتح جهازه ووضع البطارية واتصل بالسائق طالبا منه المجيء لاخذه من الشقة، فالتقطت السيارة التي تراقب الاجهزة المكالمة بالصوت وبالارقام فتأكدت نهائيا ان اللواء الحسن موجود داخل الشقة.
هنالك طريقان يتبعهما الشهيد اللواء وسام الحسن: طريق ضيق مقابل محلات الدويهي والطريق العريض الذي تمر امام الجامعة اللبنانية الأميركية، وقد تم وضع سيارتين ملغومتين بمادة لا توجد الا عند دول متقدمة جدا، لأن انفجارها يؤدي الى تفتت اجزاء الجسم بشكل لا يعود منه قطعة واحدة موجودة، وهذا النوع من المتفجرات هو اخطر ما وصلت اليه اجهزة الامن في العالم، ويعتمد مبدأ الفراغ فكما يتم تفجير مبنى من خلال سحب الفراغ تحت المبنى ويهبط في مكانه ولو كان 50 طابقا فان المتفجرات تفتت الجسد البشري الى قطع صغيرة تصبح حبوبا صغيرة جدا جدا لا يمكن اكتشافها، ويتفتت الجسم عبرها، وتم وضع جهاز لايزر فوق دولاب سيارة اللواء الحسن وفي الوقت ذاته هنالك جهازي لايزر في سيارتين ملغومتين وفيهما جهاز لايزر فعندما تمر السيارة قرب السيارة يعمل جهاز اللايزر على التقاط الارسال وينفجر فورا باللحظة ذاتها ويدمر ما حوله بقوة رهيبة، وكان على الشهيد وسام الحسن أخذ أحد الطريقين للدخول أو الخروج من الشقة.
بعد الظهر تقريبا انهى الشهيد اللواء وسام الحسن كتابة تقاريره واجتماعه بالشخصية السياسية وطلب من سائقه النزول الى السيارة وتحضيرها ثم نزل مسرعا وصعد الى السيارة ويبدو من التحقيقات ان المحقق لم يعرف من حدد طريقة طريق السيارة سواء في اختيارها الطريق الضيقة بدلا من الطريق العريضة، الا ان الامر كان في الحالتين سيكون شبيها انما الفرق هو انه في الطريق الضيقة ستسير سيارة الحسن بسرعة بطيئة جدا. وقال شهود عيان ان ثمانية عناصر كانوا في المنطقة يتمشون دون سبب وتتغير دائما مراكز وجودها فيتبادل الثمانية اماكنهم كي لا يبقوا في المكان ذاته.
يقول شاهد عيان انه عندما نزل سائق سيارة اللواء الشهيد وسام الحسن اختفى العناصر الثمانية وذهبوا بسيارات وبعد قليل دوى انفجار كبير جدا لم تعرف الانفجارات التي حصلت صوتا شبيها به لانه من النوع الذي يفتتت الاجسام والمعادن الى حبوب صغيرة لا تصل الى ملم واحد ولا يمكن ايجاد منها اي اشارة تربط القطع ببعضها لانها تكون قد تدمرت كليا.
وصلت أول دورية لقوى الامن الداخلي ونزلت ووصلت قوة من الجيش وطوقت المكان وبدأوا بابعاد الناس، لكن السيارة كانت مجزأة ولا يوجد فيها اجساد، مضت ساعة ولم يعرف احد من هو المستهدف. وحده الضابط في شعبة المعلومات الذي معه الجهاز السري الذي كان مع اللواء الحسن شعر بالخطر استعمل جهازه عشرين مرة وهو ينادي اللواء الحسن دون ان يأتيه الرد، حضر الى المكان لم يكن يوجد اي جثمان او اي قطعة من انسان، بعد ساعتين من التفتيش، وبعد دخول عناصر من شعبة المعلومات شقة اللواء الحسن تبين انه غير موجود فيها وليس في مكتبه في البناية الرابعة التي تبعد عن الانفجار وجد عنصر من المعلومات قطعة من مسدس بحجم 3سنم فلفها بالنايلون وحملها ليعطيها الى المحقق في شعبة المعلومات الذي ما ان رآها حتى اصيب بالرعشة لانه عرف ان هذه القطعة هي من مسدس اللواء الشهيد وسام الحسن.
بدأ الخبر ينتشر انه تم اغتيال اللواء وسام الحسن لكن لا اثر لاي قطعة من جسده، باريس على الخط تسأل عن الموضوع الرئيس ميشال سليمان يتابع التفاصيل، قائد الجيش يتابع ايضا، رئيس الحكومة يتابع، سعد الحريري في مرارة وحزن وقلق لا مثيل له، لندن اتصلت، موسكو اتصلت وواشنطن اتصلت، والسعودية اتصلت وطلبت تأكيدا بشأن ما اذا كان اللواء الحسن قد اغتيل أم لا.
عند الساعة السابعة وخمس دقائق بات الخبر رسميا صدرت برقية ضمن قوى الامن الداخلي سرية تقول: لقد تم اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن مع سائقه في سيارته في الاشرفية.
ضربة لا تعوض، ولا يمكن التعويض عليه فلقد تلقى جهاز شعبة المعلومات ضربة اكبر من ان تكون قاسية انها قطع الرأس الذي يدير اهم جهاز أمني وصل اليه جهاز امني في لبنان، الضباط والعناصر في شعبة المعلومات بكوا، وكانوا يبكون، رئيس الحكومة في حيرة تامة، رئيس المجلس في ذهول، الرئيس سليمان يشعر بالخطر والدول العربية رأت ان الضربة كبيرة جدا وهي حرب كبرى تجسدت بقطع رأس شعبة المعلومات عبر اغتيال اللواء وسام الحسن.
طلبت شعبة المعلومات ان تتولى هي التحقيق وان لا يتدخل احد معها وهذا ما حصل وبدأ التحقيق لكن لا اثر لشيء.
قبل اغتياله وصل الشهيد اللواء وسام الحسن الى حجم كبير وصل الى حجم دول، والى حجم رئيس اهم جهاز امني تقريبا في الشرق الاوسط من اصل 4 اجهزة، لم يكن يخطئ وسام الحسن كان دائما حذرا ويأخذ الحيطة والحذر لكن القدر هذه المرة جعله يتراخى في الاحتياطات ووقعت الجريمة واستشهد اللواء وسام الحسن.