في الاسابيع الاخيرة لاح امام اللبنانيين بارقة امل بامكانية ملء الشغور الرئاسي وازالة العراقيل التي تحول دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية وخصوصا بعد التقارب الايراني السعودي وتحديدا اثر اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول الماضي والتي سبقها الزيارة التي قام بها مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان الى المملكة العربية السعودية ولقائه الوزير سعود الفيصل في جدة , والتصريحات التي ادلى بها الطرفين الداعية الى تجنب البحث في المسائل الخلافية . وقد وجدت الاطراف اللبنانية في هذا التقارب بقعة ضوء لمعت في النفق المظلم الذي يعيش فيه اللبنانيون مما يوحي بانعكاسات ايجابية على الساحة السياسية اللبنانية تفضي الى حلحلة المزيد من المشاكل العالقة والتي يتصدرها مشكلة الفراغ في منصب الرئاسة الاولى . الا ان هذا التفاؤل الذي دغدغ مشاعر اللبنانيين لم يدم لاكثر من اسابيع قليلة حيث استفاقوا من حلم جميل على تصريح ناري اطلقه وزير الخارجية السعودي خلال مؤتمر صحافي جاء في اعقاب لقائه مع وزير خارجية المانيا الذي زار المملكة مؤخرا , متهما ايران بانها هي جزء من مشاكل المنطقة وليست جزءا من الحل ودعا القادة الايرانيين الى الانسحاب من سوريا , واعقب هذا التصريح حكم القضاء السعودي بالاعدام على الداعية الشيعي المعارض الشيخ نمر النمر . الرد الايراني لم يكن بالحدة نفسها فقد اكتفى عبداللهيان بالتأكيد على ان دور بلاده ( مساعدة حكومتي وشعبي العراق وسوريا على التصدي للارهاب ضمن القوانين الدولية ) لافتا نظر السعودية الى انه (من الافضل لها ان تتنبه لمؤمرات اعداء المنطقة وان تلعب دورا اكثر ايجابية ) . من الطبيعي انه ما كان ممكنا قبل تصريح الوزير السعودي الامير سعود الفيصل مطلع الاسبوع لم يعد ممكنا بعده , خصوصا وان هذا التصريح جاء على خلفية سقوط العاصمة اليمنية صنعاء بيد الحوثيين حيث اكدت المملكة العربية السعودية على ان امن اليمن مرتبط بأمن دول مجلس التعاون الخليجي محذرة بانها لن تقف مكتوفة الايدي امام التدخلات الايرانية الفئوية في اليمن , مما يعني ان العلاقات الايرانية السعودية بلغت مستويات عالية من التأزم , الامر الذي سيؤدي الى انعكاسات سلبية على الساحة اللبنانية وهذا بالتأكيد سيطيل عمر الفراغ الرئاسي . لكن هناك معلومات صحافية ذكرت ان رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري طلب من الرئيس الفرنسي فراسوا هولاند السعي لدفع ايران الى حلحلة الموضوع الرئاسي على اعتبار ان تفاقم الامور في اليمن والعراق وسوريا قد يدفعها الى فتح كوة انفراج صغيرة لن يكون مرتعها سوى لبنان , الا ان مصادر سياسية متابعة رأت انه اذا كان لدى ايران ماتبيعه فلن تبيعه لفرنسا وانما تبيعه للولايات المتحدة الاميركية .