بضعة آلاف من المدعين اعتناقهم الإسلام يمارسون يومياً بإسمه أبشع أنواع الجرائم الوحشية فيسفكون الدم الحرام وينهبون المال الحرام ويهتكون العرض الحرام ... وأمة المليار ونصف المليار مسلم تناشد التحالف الدولي للمساعدة على مواجهة هذه الظاهرة الغريبة في سلوكها عن تعاليم ديننا الذي يدعو للرحمة والمحبة والعيش بسلام مع خلطائنا وجيراننا حيث وجدنا أو أقمنا .

أمام هذه المشهدية المرعبة يبدي العلامة السيد علي الأمين استغرابه الشديد من إظهار هذا الضعف المريب من أمة تمتلك الثروات المادية والطاقات البشرية وهي أمة تتمتع بسعة الإنتشارعلى مساحة هذا العالم وهي أمة فيها العلماء والحكام والحكماء كيف تتواكل عن مواجهة ظاهرة تقتل وتعتدي وتظلم باسم الرحمان الرحيم والكتاب الحكيم والنبي الأمين عليه وعلى آله وأصحابه أفضل التحية والسلام فكيف تظهر هذه الأمة وهي على هذا الحال من الغنى بمظهر الضعيف عن صد أبشع عدوان يشن على الإسلام والمسلمين  الآمنين من فرقة تمارس العدوان الأثيم والظلم المبين !!

العلامة الأمين يعتبر الحالة الداعشية عبارة عن حركة حزبية اتخذت من الدين وسيلة لتحقيق أهدافها السلطوية بطرق غير مشروعة ديناً وقانوناً وهي حركة تعتمد على الإرهاب  غير عابئة بالمقدسات الدينية والكرامة الإنسانية ويرى أن نشوء هذه الحالة يعود لعوامل عديدة منها :

1ـ  ضعف الدولة في أماكن تواجدها، كما حصل في العراق وسوريا

2ـ مساهمة السياسة غير العادلة لتلك الدول في إيجاد البيئة الحاضنة للتطرّف

3ـ الثقافة الدينية الخاطئة التي تقوم على توظيف الدين في مشاريع السلطة والحكم والتي تولّدت من مناهج التعليم الديني التي تنتج الفرز الديني والطائفي في المجتمع.

ويرى سماحته أن داعش خرجت عن ثوابت القرآن الكريم في دعوته للتعايش السلمي بين الشعوب وفي دعوته لنفي الإكراه في الدين كما جاء في قول الله تعالى (لا إكراه في الدين) وقوله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحبّ المقسطين)."

واستكمالاً لهذا الرفض العارم ، دعا العلامة الأمين  المرجعيّات الدينية لمختلف المذاهب الإسلامية إلى "إقامة مؤتمر فقهي،  تقام فيه الأدلّة الشرعية من الكتاب والسنّة على بطلان هذه الظاهرة ، التي شوّهت صورة الإسلام وأساءت للمسلمين في العالم، ليخرج المجتمعون بوثيقة يتم تدريسها في المدارس والجامعات تشكل أساساً لتصحيح مناهج التعليم الديني

ونشير هنا إلى أن العلامة الأمين كان قد دعا سابقاً ولاة الأمر ومراجع الدين من كافة المذاهب الإسلامية إلى الإسراع في عقد مؤتمر لتدارس ما يجري من أحداث في منطقة الشرق الأوسط ووضع خطة جادة للقضاء على الفتنة التي تنذر بعواقب وخيمة قد تمتد ارتداداتها الى خارج المنطقة العربية إن بقي الأمر متروكاً كما هو الحال .