شهران هي المهلة النهائية للتوصل الى اتفاق شامل بين ايران والدول الست حول البرنامج النووي الإيراني ، صحيح ان الجولة السابعة من المفاوضات لم تحرز أي تقدم في هذه الصدد الا ان المسؤولين من الطرفين اكدا بان الطريق المؤدي الى اتفاق تاريخي ليس مفقودا بل هو ممكن الحصول،

واذا ما كانت كل المؤشرات تدل على ان التقارب الإيراني الامركي صار امرا حاصلا بحيث ان خبر اللقاءات الثنائية بين وزير الخارجية الامركي جون كيري ونظيره الإيراني جواد ظريف لم يعد خبرا مستهجنا حتى في أوساط وسائل الاعلام الممانعة بعد ان كان ولفترة طويلة من الزمن يعتبر أي لقاء مباشر من هذا النوع بمثابة شرط وشرط مضاد

وامام هذا الواقع وضمن المدة المتبقية فان الجانب الإيراني هو بامس الحاجة الى استحضار كل ما تيسر له من أوراق تفاوضية ووضعها فوق الطاولة، ومن جهة أخرى فاننا نجد بان الطرف الامركي يسعى الى " تشليحه " أي من أوراق القوة التي يمتلكها

فاذا ما كانت ورقة حزب الله هي الورقة التفاوضية الأقوى بيد المفاوض الإيراني من خلال استغلال موقعه الجيوسياسي الذي يسمح للحزب لعب دور الضاغط لما يمكن ان يشكله من ازعاج مباشرللولاية الواحد والخمسون الامركية ( إسرائيل ) , فان هذا الدور قد انتفى مع القرار 1701 وبالتالي فان الإيراني يعلم جيدا بان حزب الله لم يعد على حدود فلسطين المحتلة ، وباتت المسافة الفاصل بينهما  تقاس بعشرات الدول المشاركة بالقوات الدولية والمتمركزة بين الجانبين

هذا فضلا عن انغماس الحزب بالحرب السورية مما افقده اية إمكانية للعب دوره القديم  كرافعة للسياسات الإيرانية بالمنطقة، وان جل ما يمارسه من تعطيل للحياة السياسية في لبنان عبر منع انتخاب رئيس جمهورية وشلل في مؤسساته لن تشكل عنصر فاعل على طاولة المفاوضات

ومن هنا كان بحث الإيراني الحثيث لما تبقى له من وقت عن جغرافيا أخرى تلامس المصالح الامركية بشكل مباشر، فوقع الاختيار هذه المرة على مضيق باب المندب الممر المائي الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، وعليه فان ايران مضطرة في هذه الفترة الى استبدال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بزعيم حركة انصار الله عبد الملك الحوثي

فهل ستتحول ورقة الحوثي الى قوة ضغط إيرانية ام ستتحول اليمن الى سوريا 2 ,, هذا ما سوف نعرفه في الشهرين القادمين .