أدان نصر الحريري أمين عام الائتلاف بـ"أشد العبارات" ما أسماها بـ"التجاوزات" التي قام بها الجيش اللبناني بحق اللاجئين السوريين في عرسال واعتقال نحو 200 منهم بـ"أسلوب وحشي" بحجة وجود مطلوبين تعرضوا للجيش اللبناني من داخل المخيمات،
وطالب البيان الحكومة اللبنانية بـ"وقف هذه التجاوزات بحق اللاجئين السوريين فوراً، وإطلاق سراح الموقوفين، وفتح تحقيق بشأن هذه الانتهاكات المتكررة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المسؤولين عنها منعاً لتكرارها"، كما تقدم الائتلاف بالتعازي لذوي "الطفل الشهيد".
إن هذا البيان وما سبقه و تبعه من احداث في لبنان وفي عرسال تحديدا استدعت إصدار بيان من الرئيس سعد الحريري الذي تحسس خطورة الأوضاع الامنية وتداعياتها على لبنان تحديدا وحمل
هذا البيان  اول «صِدام» كلامي بين الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري والإئتلاف السوري المعارض دلالات عدة عكست في جانب منها حساسية الوضع اللبناني وتفاعُل تعقيدات ما أفرزته أحداث عرسال بين الجيش اللبناني وتنظيميْ «داعش» و«النصرة».

وشكّل استنكار الحريري في تصريح له البيان الذي تقدم به «الإئتلاف» السوري الى مجلس الأمن ضد الجيش اللبناني، ودعوته هذا الائتلاف الى «رفْع الصوت عاليا لتحرير العسكريين الرهائن لدى من يمتطي الإرهاب داخل صفوف الثورة السورية» مؤشراً الى كيفية مقاربة تيار «المستقبل» لملف عرسال والعسكريين واستشعاره بخطر انزلاق الشارع السني الى «التخلي» عن المؤسسة العسكرية في مواجهتها مع الإرهاب الذي صار الحريري «رأس حربة» في التصدي له داخلياً ارتباطاً بـ «الحرب العالمية» ضدّه (في العراق وسورية)، وايضاً تَحسُّس الحريري لخطورة الدعوات التي أطلقت يوم الجمعة خلال تظاهرة للنازحين في عرسال لجبهة «النصرة» لـ «الزحف نحو بيروت» مع رفع اعلام «داعش» والجبهة وهو ما حصل ايضاً في طرابلس.

وقال الحريري في تصريحه ان البيان الذي تقدم به الائتلاف الى مجلس الأمن «احتجاجاً على ما سماه انتهاك الجيش اللبناني لحقوق الانسان والاعتداء على النازحين في عرسال، لم يكن في محله بكل المعايير التي نريدها ان ترعى العلاقة بين الأخوة والأشقاء، لا سيما بين الأشقاء النازحين من سورية والفئات التي تعاني ظروف القهر والتهجير والاستبداد، وبين اللبنانيين الذين لم يتأخروا عن نصرة الثورة السورية وأهلها والتضامن معها في وجه النظام القاتل وأدواته، ويؤلمهم أن يجدوا في صفوفها من يمتطي الإرهاب لتخريب تلك العلاقة وخطف العسكريين وتهديد السلم الأهلي».

اضاف: «لا أخفي شعوري بأن الصور التي وزعت عن الاقتحام الأخير لمخيمات النازحين في عرسال، كانت مسيئة وغير مقبولة ولا يصح أن تتكرر أو أن تكون نموذجاً للعلاقة بين اللبنانيين والسوريين، بمختلف ولاءاتهم السياسية، بل إنها تسببت في تحريك نعرات وانفعالات كنا في غنى عنها، في هذه المرحلة من حياتنا. ولكن ذلك لا ينفي حقيقة أن القوى العسكرية اللبنانية تتحرك تحت وطأة تحديات ومخاطر داهمة تفرضها المجموعات المسلحة التي تستقوي على الجيش واللبنانيين بأرواح العسكريين المخطوفين لديها وتريد لمخيمات النازحين أن تكون ظهيراً قوياً لها في الضغط على الحكومة اللبنانية وجيشها».