تشير بعض المصادر المطلعة الى ان الازمة السياسية والامنية في لبنان تتجه في الايام المقبلة نحو المزيد من التصعيد في ظل الفشل في معالجة القضايا الساخنة التي يواجهها اللبنانيون اليوم، فقضية العسكريين المخطوفين لا تزال تتفاقم بين تصعيد الخاطفين من جهة  وقطع الطرقات من قبل اهالي المخطوفين من جهة اخرى ، اضافة الى  واجراءات الجيش اللبناني في عرسال ومحيطها وردود الفعل عليها في بعض المناطق اللبنانية، كما ان بدء هجوم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش واخواته في العراق وسوريا قد يؤدي الى ردود فعل في لبنان من قبل خلايا نائمة وقد نشهد المزيد من العمليات التفجيرية في الايام القادمة، اما ملف الانتخابات الرئاسية فليس هناك اية مؤشرات على حلول سريعة له وان كان البعض يتحدث عن احتمال التوصل الى تسوية بين شهري تشرين الاول وتشرين الثاني لكن دون تأكيد ذلك،وليس هناك حتى الان اية معطيات دقيقة حول  ملف التمديد لمجلس النواب او اجرء الانتخابات النيابية في موعدها مما يجعل الفراغ النيابي احد الاحتمالات الواردة اذا لم يتم التوصل الى حلول للازمة التشريعية وملف سلسلة الرواتب. كما ان المعلومات عن انتشار الاسلحة والتسلح في مختلف المناطق اللبنانية تزداد وتنتشر.

وبموازة ذلك تزداد الازمات المعيشية والاجتماعية ومنها ازمة مياومي الكهرباء والانقطاع المتزايد للكهرباء وازمة المياه وملف اللاجئين السوريين والهموم الاخرى التي لا تجد حلولا سريعا لها من قبل الحكومة.

ورغم كل هذه الاوضاع السياسية والامنية والمعيشية الصعبة ، فان قادة لبنان غير مستعدين للذهاب للحوار الجاد والسريع للتوافق على حل هذه الازمات.

ومع التقدير والاحترام للجهود التي يبذلها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط  عبر جولاته المتنقلة لتهدئة الاوضاع ، والمحاولة التي تقوم بها قوى 14 اذار للوصول الى حلول لازمة التشريع ، والبيان الصادر عن القمة الروحية الاخيرة، فان كل ذلك لا يوصل الى حل متكامل للازمة السياسية والامنية، وللاسف فان الدعوات الى الحوار واطلاق المبادرات السياسية لم تجد لها اذنا صاغية حتى الان، وقد فشلت بعض المحاولات الخجولة وغير المعلنة لجمع حزب الله مع قوى 14 اذار رغم ان الطرفين اعلنا مرارا استعدادهما للحوار المباشر.

اذن نحن امام ازمات متفاقمة والخوف الاكبر ان تتفاقم هذه الازمات في الايام المقبلة مما يجعل الاوضاع خارج السيطرة رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الجيش اللبناني والقوى الامنية للامساك بالوضع، لكن بعض المعطيات تشير الى وجود مخاوف من حصول تصعيد سياسي وشعبي وامني في الايام المقبلة بسبب تداعيات ملف عرسال وجرودها وقضية المخطوفين العسكريين والحرب الدولية على تنظيم  داعش واخواته ، اضافة لقضية اللاجئين السوريين.

كل هذه التطورات تؤكد الحاجة لانعقاد مؤتمر حواري سريع يجمع جميع الاطراف اللبنانية على غرار مؤتمر الطائف او مؤتمر الدوحة للتوصل الى حلول متكاملة للازمة، وان كان للاسف لا يوجد اليوم طرف عربي او دولي مستعد للضغط على القادة اللبنانيين كي يذهبوا الى الحوار، فهل ننتظر حصول الانفجار الشامل للذهاب الى الحوار؟ ام المطلوب من اللبنانيين جميعا النزول الى الشوارع وقطع الطرقات للضغط على قادتهم للتوصل الى حلول للازمة القائمة؟

قاسم قصير