دقت ساعة الصفر... وما كان تهديدا بات واقعاً، فالخيارات أمام تنظيم الدولة الاسلاميّة في المواجهة أصبحت محدودة، بعد أن مضي قدماً تحالف العالم فجر الثلاثاء مع اعلان البنتاغون أنّ الجيش الاميركي و"شركاءه العرب شنّوا للمرة الاولى غارات على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا".


فالتحالف ركّز غاراته على الحدود السوريّة - العراقيّة وكذلك على مدينة الرقة السوريّة التي تعتبر مركز سلطة الدولة الاسلاميّة ومعقلها الرئيس مستخدما مقاتلات وقاذفات وصواريخ عابرة للقارات من طراز "توماهوك" ما أدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف مقاتلي "داعش".

وبعد ساعات من شن أولى الغارات، أعلنت الخارجية السورية عن أن الوزير وليد المعلّم تلقى برقية من وزير الخارجية الاميركية جون كيري عبر الخارجية العراقية أبلغه فيها عن استهداف قواعد "داعش" وبعضها في سوريا مشيرة الى أنّ دمشق كانت ولا تزال تحارب "داعش" ولن تتوقف عن ذلك وتؤكد أنّ التنسيق مع العراق مستمر وعلى أعلى المستويات لضرب الارهاب.


لم يكشف حجم القدرات الاميركية في مواجهة "داعش" بعد، لكن بامكان واشنطن الاتكال على عديد عسكري وبشري مهم متمركز في الشرق الاوسط وهنا أبرز معالم الوجود الاميركي في المنطقة، وفقاً لوزراة الدفاع الاميركية وخبراء عسكريين:


الجنود في الشرق الاوسط

هناك 35 ألف عسكري تقريبا منتشرين في الشرق الاوسط بينهم 15 الفا في الكويت و7500 في قطر و6000 في البحرين و5000 في الامارات والف في المملكة الاردنية كما يوجد عدد غير محدد من عناصر وكالة الاستخبارات الاميركية "سي اي ايه" في الاردن حيث يدربون المعارضة السورية المعتدلة، وفق مسؤولين سابقين.

العراق

سينتشر قريبا في هذا البلد ما مجموعه 1600 عسكري ضمنهم 475 مستشارا اضافيا ارسلهم الرئيس باراك اوباما في ايلول الحالي.
وهناك قرابة 600 عسكري اميركي يعملون كمستشارين لدى الحكومة العراقية والاكراد، ويقيمون في مركزين للعمليات في بغداد وشمال العراق. وبعض هؤلاء يشارك في تنسيق الضربات الجوية.
اما باقي الجنود، فانهم يسهرون على امن الموظفين الاميركيين العاملين في السفارة لدى العراق.
ومن المفترض ان تقلع المقاتلات الاميركية من اربيل.


طائرات

تتباين التقديرات لكن بامكان الاميركيين تعبئة عشرات الطائرات المتمركزة في المنطقة وخصوصا المقاتلات من طراز اف-15 واف-16 واف اي-18 وطائرات من دون طيار من نوع "ريبر" وقاذفات بي-1 ومروحيات قتالية بالاضافة الى طائرات للمراقبة واخرى للتزود بالوقود.
وتتمركز مقاتلات من طراز اف اي-18 سوبرهورنت على متن حاملة الطائرات "يو اس اس" جورج بوش التي تبحر في مياه الخليج حاليا.
وافادت شبكة "اي بي سي" عن ان المطاردة اف-22 الاكثر تطورا في الترسانة الاميركية شاركت في الضربات في سوريا، كما انها تشارك للمرة الاولى في عملية قتالية.


قواعد اقليمية

حتى الان، يستخدم الطيران الاميركي قاعدة الظفرة في الامارات وقاعدة علي السالم في الكويت وقاعدة العديد في قطر حيث يوجد ايضا مركز القيادة الجوية الاميركية المشرف على العمليات في عشرين بلدا مجاورا وكذلك في افغانستان.
ويبلغ طول مدرجات القاعدة القطرية اربع كلم وتضم مخزنا مهما للذخيرة كما انها مركزا لوجستيا ضخما.
وقد تمركزت مقاتلات اف-16 في الاردن منذ العام الماضي كما لدى البنتاغون اتفاقية مع سلطنة عمان، وبامكان الجيش الاميركي استخدام قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي للقاذفات الطويلة المدى من نوع بي-52 وبي-1 وبي-2.
وفي جنوب تركيا، يتمركز 1500 جندي اميركي في قاعدة انجيرليك. وافادت وسائل اعلام ان الولايات المتحدة تستخدم القاعدة في عمليات مراقبة جوية.


التكاليف

يؤكد البنتاغون ان تكاليف العمليات منذ منتصف حزيران عندما تم ارسال طليعة الجنود للانتشار لمحاربة الدولة الاسلامية تبلغ 7،5 مليون دولار يوميا.
لكن عددا من الخبراء والمسؤولين السابقين يعتبرون ان الكلفة اكبر من ذلك وستبلغ مليارات عدّة بعد عام على الحملة.


اذا مع بدء الضربات، يشير الخبراء الى ان التنظيم سيوقف استراتيجيته الهجومية ويتحول نحو الدفاع وذلك عبر تكتيك حرب العصابات، متغلغلا في أماكن الاكتظاظ السكاني ليتخذ من المدنيين درعا له في وجه الضربات الغربية لكن، في مطلق الاحوال ضرب "داعش" في سوريا هو من الجو، وإن كان التنظيم المتطرف قد وُصف بالتنظيم الأقوى في العالم الا ان احدى نقاط ضعفه الاساسيّة تتمثل في أنّ منطقته مكشوفة وهو بالتالي يواجه صعوبات في التحرك.