تحدثت وسائل إعلام في الأيّام الأخيرة عن أنّ طائرات من دون طيار، أطلقها حزب الله، مزوّدة بالقنابل ومدعومة بقوات بريّة، قتلت 23 من مسلحي جبهة النصرة.


وتعدّ تلك العملية تطوّراً بارزاً، فهي المرة الأولى التي تستخدم فيها مجموعة وليس دولة طائرة من دون طيار مقنبلة بنجاح في تنفيذ إحدى عملياتها، مما يدلّ على أنها قطعت خطوة مهمة في تجسير الهوة التكنولوجية بين دول عملاقة ومجموعات مسلحة مثل حزب الله.


فقد دشنت الولايات المتحدة سعيها لتطوير مثل هذا النوع من الطائرات شهورا فقط بعد هجمات 11 أيلول 2001، والآن بعد 13 عاماً، ها هي منظمة مقاتلة تبدو وكأنّها بلغت المكان نفسها.
وعلى صعيدٍ موازٍ، نشر تنظيم "داعش" فيديو جديدا يظهر مسلحين وهم يتلون القرآن ويفحصون خريطة شمال سوريا وكذلك سلسلة انفجارات واشتباكات عنيفة. لكن ما يميّز الفيديو أنه عرض مقاطع تظهر عمليات مراقبة يعتقد أنه تمّ تصويرها بواسطة طائرة من دون طيّار.
وتضمن الفيديو الذي يستغرق 14 دقيقة مقاطع تم التقاطها من الجو تظهر مشاهد للقاعدة العسكرية السورية الثالثة والتسعين التي تقع قرب الرقة شمال البلاد، والتي كانت هدفا لهجوم مسلح في آب، تمّ فيه استخدام شاحنة قادها انتحاريّون، والذي وردت مقاطع منه في الفيديو نفسه.
وأرفق معد الفيديو اللقطات بتنويه مكتوب على الشاشة مفاده أنها أخذت بواسطة "عدسة طائرة مسيرة لجيش الدولة الإسلامية." ويعني ذلك تطورا مهما جدا لأنّه، إذا تأكد ذلك، فإن تنظيم داعش بات يستخدم أكثر الأساليب تطورا وتعقيدا في مراقبة الأهداف وهو الأسلوب المعتمد حصراً من قبل الدول والذي تحوّل الآن إلى أسلوب يمكن العثور عليه لدى الجماعات الإرهابيّة.


وفي نيسان، أعلنت إسرائيل أنها أسقطت طائرة بدون طيار على سواحل حيفا وأن حزب الله هو من كان يتحكم فيها. لكن الحزب نفى ذلك غير أنه ادعى قبل ذلك بكونه وراء طائرة بدون طيار حلقت 35 ميلاً فوق أجواء إسرائيل في تشرين الأول الماضي.
كما لدى حركة "حماس" قدرات على هذا الصعيد. ففي 14 تموز، أعلنت إسرائيل أنها اسقطت طائرة بدون طيار كانت موجهة من قبل "حماس" وأنها تحلق فوق أشدود جنوب البلاد، مشيرة بذلك إلى ما يرجح أنها المرة الأولى التي ترسل فيها الحركة طائرة غير مأهولة فوق الأراضي الإسرائيلية. ثم نشرت "حماس" فيديو على الانترنت أظهر طائرة أخرى بدون طيار تحمل أربع قذائف صغيرة تحت أجنحتها، وفق ما يعتقد المحللون أنها أجواء إسرائيل.


ووفقاً للحركة فإنّ كتائب القسام هي من طوّرت ثلاثة طرازات من الطائرة، واحدة لأغراض المراقبة والثانية يمكن تجهيزها بأسلحة، أما الثالثة فيمكن تحويلها إلى "طائرة انتحارية" بتجهيزها بصاروخ ذاتي التوجيه. وعلى الفور أعلنت إسرائيل أنها دمّرت منشأة قالت إنّ الحركة كانت تستخدمها لصنع تلك الطائرات.