شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها للمرة الأولى 18 غارة على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في الرقة بسوريا فجر اليوم، و18 أخرى في البوكمال خلال نصف ساعة فقط من صباح اليوم، مما يشكل مرحلة جديدة من الهجوم على الجهاديين الذين تتم محاربتهم في العراق أيضا.

وأعلن التحالف الدولي أنه يستهدف أيضا 22 موقعا لتنظيم الدولة الإسلامية على الحدود العراقية، وأعلنت الأردن على لسان وزير إعلامها المومني إن المملكة تشارك حالياً في الغارات الجوية التي انطلقت على عدد من أهداف تنظيم داعش في سوريا”.

وقبل ذلك بساعات، تبنت مجموعة مرتبطة بجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية الاثنين في شريط فيديو خطف فرنسي في الجزائر وهددت بقتله في الساعات الأربع والعشرين المقبلة، إذا لم توقف فرنسا ضرباتها الجوية ضد التنظيم في العراق.

وأعلن المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي مساء الاثنين “استطيع أن أؤكد أن الجيش الأمريكي وقوات الدول الشريكة تقوم بعمل عسكري ضد إرهابيي الدولة الإسلامية في سوريا بواسطة مقاتلات وقاذفات وصواريخ عابرة للقارات توماهوك”.

وأعلنت وزارة الخارجية السورية الثلاثاء أن الولايات المتحدة أبلغتها بشن غارات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في أراضيها.

وأضافت الوزارة أن “الجانب الأمريكي يبلغ مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بأنه سيتم توجيه ضربات لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي بالرقة (شمال)”، حسبما نقل عنها التلفزيون الرسمي.

وصرح مسؤول في البنتاغون أن الغارات أستهدفت خصوصا مواقع للتنظيم في معقله في الرقة إلى جانب أهداف على الحدود بين سوريا والعراق.

وأكد مسؤول آخر أن دولا عربية “شريكة” ساهمت في الغارات دون تحديد هويتها، وأفادت تقارير إعلامية أن الدول المعنية هي البحرين وقطر والأردن والسعودية والإمارات.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما حذر في كلمة ألقاها في العاشر من ايلول/سبتمبر من أنه يحتفظ بالحق لضرب تنظيم الدولة الإسلامية بما في ذلك في معاقله في سوريا.

وعرضت عشرات الدول المشاركة بشكل أو بآخر في الهجوم ضد التنظيم المتطرف، ودعا التنظيم الاثنين أنصاره المتطرفين إلى قتل المدنيين وخصوصا الأمريكيين والفرنسيين والبلدان المشاركة في التحالف الدولي الذي شكل لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، وهي تهديدات أكدت فرنسا “أنها ليست خائفة منها”.

ومساء الاثنين أعلنت مجموعة “جند الخلافة” التي أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية في تسجيل فيديو تبنيها لخطف رهينة فرنسي.

وفي هذا الشريط، تظهر المجموعة الرهينة ايرفيه بيار غورديل وهو يطلب من الرئيس الفرنسي إنقاذه من هذا الوضع.

وتوجه غودريل للرئيس الفرنسي قائلا إن “هذه المجموعة المسلحة طلبت مني أن أطلب منكم عدم التدخل في العراق. أرجوكم سيدي الرئيس أن تفعلوا ما في وسعكم لإخراجي من هذا الوضع السيئ”.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن مجهولين قاموا بخطف مواطن فرنسي في منطقة تيكجدة الجبلية الواقعة بين ولايتي تيزي وزو والبويرة مساء (120 كلم شرق الجزائر) الأحد فيما كان في جولة سياحية.

من جهتها أعلنت استراليا التي يستهدفها أيضا تهديد الجهاديين أنها تتعامل مع الموضوع “بجدية كبيرة”، وكانت أعلنت قبل أيام افشال مخطط لتنفيذ أعمال إعدام علنية لمدنيين على أراضيها.

كما سيسعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي سيلتقي قريبا مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في الأمم المتحدة لأن يحصل على دعم إيران للتحالف الدولي.

وفي العراق، هاجم الجهاديون الأحد قاعدة للجيش العراقي بغرب بغداد حيث قتلوا أربعين جنديا واسروا سبعين اخرين وفق ما افاد ضابط عراقي الاثنين.

وفي سوريا المجاورة، تواصل تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا المجاورة لليوم الثالث على التوالي، وسبب هذا النزوح تقدم مقاتلي تنظيم “الدولة إسلامية” الذين استولوا على نحو 64 قرية في منطقة عين العرب (كوباني بالكردية) منذ الاسبوع الماضي.

ويريد الجهاديون السيطرة على ثالث أكبر المدن الكردية في سوريا ما سيمنحهم سيطرة كاملة على شريط حدودي طويل على الحدود مع تركيا. لكن تقدمهم السريع الذي سجل في الأيام الماضية أبطئ الاثنين شرق وجنوب هذه البلدة بعد تدخل المقاتلين الأكراد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.