أكّد وزير الثقافة روني عريجي أن الحكومة اللبنانية، ومنذ اليوم الأول لاندلاع المعارك في عرسال الشهر الماضي، قدّمت للجيش كلّ الدعم والغطاء اللازم، وتركت له حرية التحرك واتخاذ القرارات التي يراها مناسبة، مشيدًا بتضحيات الجيش والقوى الأمنية في الدفاع عن لبنان رغم صعوبة ظروف المعركة ومحدودية الإمكانيات. ورفض عريجي، في حديث لـ"النشرة"، التعليق على المعلومات التي تحدثت عن توقف المفاوضات بملف العسكريين المختطفين، لافتا إلى ان "الموضوع دقيق، وليس من المفيد بحثه خارج الإطار المحدد له". وقال: "الحكومة لم تدخر جهدا للإفراج عن العسكريين المختطفين، مع العلم أنّ الموضوع معقد ويحتاج إلى الكثير من الصبر والحكمة في المعالجة ولا ينبغي أن ينعكس سلباً على الوحدة الوطنية بل على العكس يقتضي ان يكون حافزاً لمزيد من التضامن خاصة".   شراسة العدو وامكانياته يعقدان الأمور  وأعرب عريجي عن ثقته بأنّ الجيش، قيادة وأفرادا، قادرٌ على رد الهجوم والاعتداءات التي يتعرض لها لبنان واللبنانيون. وأضاف: "نظرا لشراسة العدو وإمكانياته وتداخل العوامل الإقليمية والدولية وامتداد الصراع من لبنان إلى العراق، فذلك من شأنه أن يعقّد الأمور ويجعلها تطول وتمتد لمدة من الزمن"، مشددا على أنّه على الحكومة والمواطنين أن يكونوا موحدين وأن لا يسمحوا للإرهاب ببث الشقاق في ما بينهم. وردا على سؤال عن وجود خلافات داخل الحكومة حول كيفية التعاطي مع موضوع عرسال، قال عريجي: "الجلسات الوزارية تشهد نقاشات ولكن لا خلافات، فليس من المطلوب أصلا أن تتطابق وجهات النظر خلال بحث الملفات بل عند اتخاذ القرارات وهذا ما يحصل".   لسنا جزءًا من حلف أو ائتلاف معين ونفى وزير الثقافة ان يكون لبنان قد وقّع في اجتماع جدة الأخير اتفاقا، لافتا إلى انّه كان لقاء بين عدد من ممثلي الدول انتهى بإصدار بيان، "وبالتالي لا يمكن الحديث عن إننا جزء من حلف أو ائتلاف معين، علماً إنه يقتضي على العالم مساعدة لبنان لا سيما الجيش والقوى الأمنية عبر مدهم بالعتاد اللازم والدولة اللبنانية عبر مساعدتها في تحمل أعباء النزوح السوري، نافيا ان يكون على حد علمه قد طُلب من لبنان تنفيذ أي عمل محدد حتى الساعة بالمواجهة ضد التنظيم الإرهابي. وتطرق عريجي لملف النازحين السوريين الذي خصصت له الحكومة جلسة وزارية، وأشار ردا على سؤال، إلى ان "هناك فريقًا داخل الحكومة، وتيار المردة جزء منه، يرفض إقامة مخيمات للاجئين ان كان بالداخل أو على الحدود لأسباب طرحناها بالتفصيل بوقت سابق". وقال:" إن ملف النزوح السوري لا يمكن اختصاره بمسألة المخيمات على أهميتها، فهناك مسائل أخرى معقدة جدا وخطيرة تتعلق بهذا النزوح يقتضي أن تبحث بصورة متواصلة باطار الحكومة". وختم عريجي داعيا لـ"تلاحم وطني وللصبر على المصاعب والمآسي لتحصين وضع البلد في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي يعاني منها لبنان ودول المنطقة".