في خضم الاحداث والتطورات السياسية والامنية التي تشهدها المنطقة عموما ولبنان خصوصا أجرى موقع لبنان الجديد حورا مباشرا حول هذه الاحداث والتطورات مع رئيس اللقاء العلمائي اللبناني سماحة الشيخ عباس الجوهري وفيما يلي نص الحوار  .

كيف يرى سماحة الشيخ عباس الجوهري الحديث عن التمديد للمجلس النيابي وهل فعلا ثمة موانع أمنية برأيكم تحول دون إجراء الانتخابات النيابية ؟


إننا نعيش منذ فترة التمديد للأزمات حيث الأزمة الكبيرة تعصف بمحيطنا وحيث لا حسم في موازين القوى بين المحاور التي تتقاتل على الارض السورية, فإننا سوف نرى تمديدا للشكل والصورة التي تتشكل منها الطبقة السياسية في لبنان, وبرأيي ليس هناك موانع أمنية تحول دون إجراء الإنتخابات لو قررت الطبقة السياسية العودة الى الشعب في تجديده أورفضه لها, ولكن هذه الطبقة استسهلت لنفسها لعبة التمديد وهي تتواطيء مع بعضها في كل اجنحتها المختلفة على التمديد لنفسها حارمة كل الحالمين بالتغيير في الوصول الى بعض ما يتمنونه منتظرة الحسم في المحيط لتأتي الصورة على شاكلة ما تنتهي إليه الأمور في سوريا  .

في ملف العسكريين المخطوفين كيف ينظر سماحة الشيخ إلى طريقة معالجة هذا الموضوع وبرأيكم هل المقايضة هي الطريقة الأفضل للمعالجة ؟

لا شك أن المعضلة كبيرة خصوصا أننا أمام عدو إرهابي متفلت من عقال الحكمة فمن هنا لا بد في مقاربة هذا الموضوع من التأني والترشّد في اصدار ايه مواقف قد تعود بالضرر على عملية التفاوض التي تجاوزنا البحث في ضرورتها في تاكيد ان حياة العسكريين أهم من كل شيء, وفي رأيي أن طريقة المقايضة عُمل بها وعملت بها كل الدول القوية منها والضعيفة ومن الضروري للسياسيين ان لا يزجوا هذه القضية في مزايداتهم السياسية مما يعرض حياة ابنائنا العسكريين للخطر .

تداعيات عديدة يشهدها لبنان جراء الاعتداءات الارهابية على المنطقة منها عمليات الخطف والخطف المضاد خصوصا في منطقة البقاع كيف يرى سماحة الشيخ هذه الفوضى  ؟

لا شك أن الاعتداءات الارهابية على بلدنا لبنان هي محل ادانة واستنكار من اي جهة اتت وهي تدخل لبنان في أتون الصراع الذي تشهده سوريا, وما عمليات الخطف والخطف المضاد التي يشهدها البقاع إلا نموذجا لما يمكن أن يكون عليه الحال فيما لو انفلتت الامور من ايدي العقلاء وإننا هنا نشدّ على ايدي كل الحكماء الذين قد نتفق معهم او نختلف معهم في ضرورة تثبيت ميثاق الشرف لتأكيد حرمة كل عمل مشين يدخل البلد في فتنة عمياء وإننا هنا نشد على ايدي الدولة اللبنانية واجهزتها الامنية والعسكرية الامساك بيد من حديد على كل أيد عابثة بأمن الوطن والمواطن .

في الملف السوري يبدو ان هناك ترتيبات جديدة تتعلق بسوريا تحت ستار الحرب على داعش كيف ينظر سماحة الشيخ إلى ذلك ؟

تنبه العالم ولو متاخرا إلى خطورة ترك المنطقة تضج باعمال القتل بين كل الاطراف المتحاربة في سوريا وان هذه العمليات لو تركت لجاءت بالخراب الى كل الدول العربية القريبة منها والبعيدة فلا بد من الحسم مع ضرورة ابقاء خيار اسقاط النظام في سوريا ومجيء نظام مدني ديمقراطي فيه الخير لسوريا ولكل الدول المحيطة, ولكننا نرى ان الاجماع في الحرب على داعش قد يكون فضفاضا وغير حاسم لتبقى المنطقة مشتعلة ولو تحت إيقاع أوامر الدول النافذة, وانا أعتقد ان الامريكيين سوف يقوّضوا حركة كل الاطراف ولن يسرعوا في حسم الامور في سوريا لتبقى ممسوكة وغير مستقرة للوصول إلى مخطط رقم 2 وهو التقسيم على اساس ديني وعرقي  .

هل هناك قدرة للنظام السوري على الصمود والمواجهة برايكم  ؟

ليس للنظام السوري اي قدرة على المواجهة لحلف يتشكل من دول كبيرة وقوية ولكن هذا الحلف لن يكون من اهدافه السريعة اسقاط النظام في سوريا وإنما تقويض كل الاطراف لترسم الصواريخ حدود كل فريق وما التهديد الامريكي المباشر للأسد في منعه من مواجهة الطائرات الامريكية إلا دليل اضافي على ما نقول  .

في الملف العراقي ثمة ترتيبات سياسية عدة شهدتها الساحة العراقية هل ياتي ذلك في سياق تسويات تشهدها المنطقة؟

نعم تُرك العراق يضج بالفساد وتركت مقدراته لقمة سائغة للفاسدين في عهد نوري المالكي وتراكمت الاخطاء السياسية منها والادارية مما سهل نشوء بيئة حاضنة للمختلفين والناقمين على العملية السياسية بعد سقوط صدام حسين اوصلت البلاد الى تدهور كبير وشهد خروج ثلث مساحة العراق من ايدي الدولة المركزية وهدد الوحش الارهابي الجديد الوضع العراقي والمنطقة بأسرها مما جعل الاطراف الاقليمية والدولية تجتمع ولو مكرهة على تقويض هذا الغول ضمن تسوية سياسية تعيد تركيب السلطة على اساس الشراكة وعدم اقصاء اي مكون عراقي وهنا لا بد من تسجيل نقطة في مرمى الادارة الايرانية للشأن العراقي ليعود المشهد الى التعادل الايجابي بين الاطراف المؤثرة في العراق .

كيف ينظر سماحة الشيخ الى التحضيرات الجارية للحرب على داعش هل ثمة ترتيبات جديد تشهدها المنطقة وماذا عن تغييب ايران عن هذه الساحة  ؟

ان التحضيرات الجارية على قدم وساق تريد امريكا من خلالها ان لا تكون وحيدة في القيام بالمهام العسكرية والامنية وانما تعتمد هذه الخطة على استعمال كل الافرقاء في الساحة لتكون هي المحرك والمدير وفي سياق ذلك التبس الموقف الايراني بين مرحب في الايام الاولى لنشوء خطر داعش إلى حذر وحذر شديد من المختبيء في جعبة الامريكيين فيما يريدونه للمنطقة ولكن سيبقى التعاون الامريكي الايراني فاعلا من تحت الطاولة كما شهد العراق وأفغانستان مثيلا له من قبل, فتمسك ايران العصا من الوسط وتبقي بين خياراتها التعبئة ضد الامريكيين اذا ما تجاوزا طموحاتها فتستعمل الاوراق التي تعيش على خطابات المرشد وتسير اللعبة بشكلها الذكي الذي لا يبعد ايران عن الشراكة فهي حاضرة في المؤتمرات وإن لم يكن لسفرائها وجود  .

حاوره كاظم عكر