يدرك "حزب الله" جيدا ان السيطرة البرية على جرود القلمون عملية في غاية الصعوبة، تحتاج الى وقت طويل. فالتقدم في هذه الجرود يبدو بطيئا والمساحة الجغرافية التي تجري عليها العمليات العسكرية هائلة.
ويتحدث مصدر قريب من "حزب الله" الى "النهار" عن سعي الحزب الى إطباق الحصار على المسلحين المنتشرين في الجرود، وعن ان الرهان على فصل الشتاء كفيل بحسم المعركة الى حد ما. ويشرح الواقع الميداني، بأن مسلحي "جبهة النصرة" والكتائب السورية الاخرى المعارضة منتشرة في الجرود العالية، مما يعطيها موقعا عسكريا افضل رغم الحصار. لكن هذا الموقع يصبح سيفا ذا حدين عند قدوم فصل الشتاء، فالبرد والحصار سيجعلان مقاتلي "النصرة" و"داعش" في مواجهة الثلوج على ارتفاعات تفوق الـ2000 متر عن سطح البحر.
هذه الحالة المناخية الصعبة ستفرض على المسلحين، وفق المصدر، القيام بالمبادرة الهجومية. كانوا في موقع دفاعي منذ اندلاع معركة جبال القلمون، وسيجدون انفسهم مضطرين الى الهجوم من اجل كسر الحصار والانتقال الى مناطق متدنية الارتفاع وأدفأ، اضافة الى اضطرارهم للسعي الى كسر الحصار في بعض النقاط للانتقال الى الداخل السوري، الامر الذي سينقل الافضلية الى المدافع أي الى "حزب الله".
يؤكد المصدر ان "حزب الله" يمتلك قدرات دفاعية، من تغطية نارية كبيرة الى تحصينات على امتداد الجرود التي يسيطر عليها، تكبد اي مهاجم خسائر كبيرة، وهذا الامر خبره المسلحون من خلال الهجوم الذي نفذوه قبل ساعات من الهجوم على بلدة عرسال، على جرود بلدة يونين التي يسيطر عليها الحزب حيث تكبد المهاجمون خسائر بشرية كبيرة، من هنا تبرز اهمية السيطرة على تلة موسى.

تلة موسى والسيطرة بالنار
تقع تلة موسى في جرود رأس المعرة الملاصقة لجرود عرسال، وترتفع نحو 2400 متر عن سطح البحر، وهي احدى اعلى تلال جبال القلمون على الاطلاق، يستطيع المتمركز فيها السيطرة بالنار على جزء واسع من جرود عرسال.
لذا، وبحسب المصدر في "حزب الله"، فإن السيطرة على هذه التلة ستجعل تحركات المعارضة شتاء معرضة لخطر الكمائن، مما يغلق جزئيا معبر عرسال، بعدما أغلق معبر الزبداني.

 

"حزب الله" سيخسر نصف مواقعه شتاء
في المقابل يتحدث مصدر معارض في القلمون عن اهمية تلة موسى "التي يسعى حزب الله منذ مدة طويلة الى السيطرة عليها، لأنها تكشف جزءا كبيرا من جرود القلمون، وتاليا تتيح لمن يسيطر عليها استهداف تحركات الطرف الآخر".
لكنه يؤكد ان "مقاتلي الحزب لن يستطيعوا السيطرة على التلة قبل الشتاء، الذي سيؤدي بهم الى الانسحاب من نصف المواقع التي يسيطرون عليها اليوم. فهم لا يستطيعون الصمود في الصقيع، وعند ذلك سننزل الى السفوح المتدنية تجنبا للبرد".
ماذا لو لم ينسحب مقاتلو "حزب الله"؟ يجيب: "سنكون امام احتمالين، الاول هو البقاء حيث نحن، وهذا امر متاح، لأننا معتادون هذا النوع من البرد، اما بهجوم تكون لنا الافضلية فيه لأنه سيكون في ظروف مناخية لم يعتدها مقاتلو "حزب الله".
يشير المصدر المعارض الى ان المعركة اليوم هي معركة مراصد، او تلال استراتيجية، "فكما يسعى حزب الله الى السيطرة على تلة موسى، سيطرنا قبل ايام قليلة على "تلة الثلاجة" الاستراتيجية ايضا.

 

محمد منتش