يوماً بعد يوم نكتشف الدموية التي تسيطر على العقل الداعشي , وثمة احداث كثيرة يجري تداولها في وسائل الإعلام في كل من سوريا والعراق عن الممارسات الوحشية التي تحكم طريقة عملهم وتفكيرهم ,فمن تفجير الكنائس الى إباحة الدماء من مختلف الطوائف حتى السّنة الذين لم يعلنوا الولاء الى الفتاوى اللامنطقية التي تشوه الدين الاسلامي إلى المجازر المرعبة والوحشية التي ترتكب بحق من يخالفهم الرأي وخصوصا ما حصل بحق مسحيي الموصل في العراق كل ذلك إنما يدل على استراتيجية محددة للقتل المدروس وبالطريقة التي نشاهدها من قتل على الطرقات وجرّ الناس كالقطعان واعدامهم بالرصاص .

إن الانتصارات الميدانية الكبيرة التي يحققها تنظيم داعش سواء في سوريا أوفي العراق يتضح ان لهذا التنظيم خططاً محددة ومدروسة وواضحة وانه لا يتحرك بشكل عشوائي أو اعتباطي وإن الانتصارات التي سجلها في المجال العسكري والميداني وسيطرته على المعدات والاليات والاسلحة الثقيلة والمتطورة في كل من سوريا والعراق وقدرة هذا التنظيم على استخدام هذه الاسلحة في عملياته وحروبه إنما  يدل على ان هناك تدريب وتخطيط وان هناك جهات وربما دول تساعد هذا التنظيم وتدعمه بالمال والسلاح والتقنيات والخبرات .

وإن الاستراتيجية التي ينفذها تنظيم داعش ويعمل وفقها تدل على أن أعضاء التنظيم ليسوا مجرد مقاتلين متطوعين وانما هناك ضباط مدربون ومحترفون وكذلك فإن قوة داعش لا تقتصر على الجانب العسكري والتخطيط الاستراتيجي فقط وانما تشمل قدرات عالية في الجانب التنظيمي والاعلامي بالاضافة الى القوة العقائدية التي يحملها اعضاء التنظيم ومقاتلوه .

 ومن هنا فإن وراء قوة داعش هذه عقل مدبر يعي ماذا يفعل ويعي الهدف تماماً ويخطط للوصول اليه , وسط صمت عربي ودولي يشجع هذا العقل على الاستمرار بالقتل والعنف والتدمير ولذا فإن السؤال الكبير من هي الجهات التي تموّل وتدرب وتدعم هذا التنظيم والمجموعات المسلحة المساعدة له ؟