لا يمكن المرور مرور الكرام على ما نشرته صحيفة القدس العربي حول الحوار الساخن بين مجموعة الامن الخاص للرئيس السوري بشار الاسد وحزب الله .
جرى الاجتماع بين لجنة امنية من حزب الله ربما تكون المشرفة على عمليات حزب الله العسكرية في سوريا والجنرال رستم غزالة وهو مسؤول رفيع في جهاز الامن السياسي وهو الذي كان ضابطا للارتباط بين اللبنانيين وسوريا خلال الوجود السوري في لبنان .
غزالة وجّه لحزب الله انتقادات لاذعة وخطيرة تتعلق بإدارة حزب الله للحرب في سوريا وربما هي المرة الأولى التي تظهر فيها هذه المناقشات للعلن حيث سبق ذلك ومع الأيام الاولى لمشاركة حزب الله في الحرب السورية دفاعا عن النظام اتهامات بالخيانة وجهها حزب الله للجيش السوري في الغرف المغلقة , والتي أشار الحزب خلالها أن هذه الخيانات أدت لمقتل عدد كبير من مقاتليه خصوصا خلال معركة القصير المشهورة .
أما وقد ظهرت التباينات بين حزب الله والنظام السوري للعلن فإن حزب الله وأمام هذه الإتهامات مدعو للتوضيح على الأقل أمام مناصريه ومؤيديه وخصوصا أمام أهالي القتلى الذين سقطوا في سوريا ,وإن هذا الهجوم العنيف وغير المسبوق من أحد المقربين من الرئيس السوري بشار الاسد يستدعي مراجعة حزب الله لحساباته السياسية والعسكرية وإعادة النظر في جدوى الدفاع عن هذا النظام الذي لا يريد من حزب الله حتى " تربيح جميلة " رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها الحزب جراء دفاعه عن هذا النظام  وأهمها خسارة هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى في صفوف مقاتليه وكذلك الخسائر المادية والمعنوية التي مني بها الحزب جراء هذه الحرب .
وإن هذه الاتهامات الاخلاقية البشعة التي ساقها غزالة لحزب الله والمتعلقة خصوصا بدفع الاموال للمسلحين مقابل تحرير الاراضي ثم القيام بالتصوير والدعاية السياسية فإنها لا شك جاءت على حساب دماء القتلى والجرحي من الحزب وهذا وحده يكفي لمطالبة حزب الله بإظهار موقف جريء وشجاع حول هذه الاتهامات احتراما لدماء قتلاه وذويهم .