سَلْ قادةَ العُرْبِ واسْألْ قادةَ العجَمِ / هل يوجدُ اليوم أشباهٌ لمعْتَصِمِ

نادتهُ إمْرأةٌ ثكلى لِيُنجِدَها / فقادَ جيشاً لِصَوْنِ العِرضِ والحُرَمِ

مالَتْ عليها عُلوج الرّومِ تضربها/لا يفقهُ العِلْجُ معنى الخُلْقِ والشِّيَمِ

وهَبَّ مندفعاً للحرب يشعلها / في أرض من غدروا بالعهد والذّمَمِ

لبَّى النّداء ولم يغلق مسامعهُ/ عن حرّةٍ صُعِقَتْ من شدّة الألمِ

خاب المُنَجِّمُ في ظنٍّ ومعتقدٍ/ والنصر كان حليف العزم والهِمَمِ

تأبى الحميّة للأحرار مَسْكنَةً / نام الذليل وعين الحرِّ لم تَنَمِ

ـــــــــــ

هذي فلسطين قد سالت مدامعها/ تدعو القرابة في دينٍ وفي رَحِمِ

فيها النساء مع الأطفال قد ذُبِحتْ / والشيخ لم ينجُ رغم الشَّيب والهَرَمِ

مَنْ منهُمُ اليوم لم يسمع بباكيةٍ / بين العدى وقعَتْ في أسر مُنتَقِمِ

عاثوا فساداً بها لم يرحموا أحداً / وتلك عادتهم في الأَعْصُرِ القُدُمِ

كنيسة المهد قد صارت لهم هدفاً / ودنّسوا المسجد الأقصى بسفك دَمِ

_____

ما للجيوش عن الميدان غائبةٌ / وجند شارون داسوا أقدس القِيَمِ ؟

ما قَدْرُ أوْسِمَةٍ في الصدر قد وُضِعَتْ / إن كان صدراً لجيش غير مُقتَحِمِ!

يُعطى الوسام لجيشٍ الحرب منتصراً / وليس يُعطى لجيش الطّبلِ والنّغَمِ

فالجيش إن لم يَصُنْ بالرّوح أمّتَهُ / كان الوجود له ضرباً من العَدَمِ

إنّ الأسود إذا لم تَحْمِ ساحتها/ لم تختلف أبداً عن معشر الغَنَمِ !

(العلامة السيد علي الأمين)