سعى الاستاذ وليد جنبلاط الى طاولة حوار تضم كل من حركة أمل وتيّار المستقبل لتذليل العقبات من أمام قصر الرئاسة الأولى ونجح دون جهد يُذكر في اقناع صديقيه الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري بضرورة التلاقي على الاستحقاق الرئاسي اسهاماً منهما في تصحيح المسار السياسي المنقسم على رئيس محسوب على جهة أو طرف تحقيقاً لغلبة غير ممكنة في ظلّ توازنات نيابية قادرة على المجيء برئيس مسيحي غير محسوب على 8أو 14 آذار ومحكوم بسقف التفاهم السُني – الشيعي . ان محاولة الزعيم الدرزي الناجحة تشوبها شائبة المرجعية القادرة على الحسم بناءً على خياراتها التوافقية مع الشريك المحاور وفقدان الوزن الفاعل في القرار الرئاسي يجعل من الحوار مساحة مقفلة على الحوار نفسه أيّ أن الفريقين غير قادرين على انتاج شراكة حقيقية في الرئاسة المارونية لأن مفتاح الحلّ في مكان آخر وبيد أخرى لذا لن يكون للحوار نتائجه الايجابية لأن حركة أمل ستعود في أمرها الى من بيده عقدة الحلّ والربط كما أن المستقبل سيسأل من يملك الاجابة لأخذ الموافقة ..قدّ يكون دور أمل والمستقبل كوسيطين أمراً مأنوساً فيه وقد يُقرّب وجهات النظر بين المختلفين اذا كانت الظروف الموضوعية مساعدة لدورهما في الوساطة أو في الوكالة الاّ أن المعلن من قبل 8آذار واضح كالشمس وهو التسليم برئاسة رئيس التيّار الوطني الحرّ الجنرال ميشال عون فكيف يكون هناك حوار على قرار مفروض بقوّة الواقع ؟ هذا الموقف لفريق 8آذار يقابله موقف اقليمي مهم جداً وهو نابت من تربة الصراع الخصبة في المنطقة وتحديداً من الحربين السورية والعراقية والذي يستدعي تحصين الموقع المتبقي في محور المقاومة والممانعة بالمجيء برئيس مقاوم وممانع أيّ من المحور المحاصر في سورية والعراق بغية اغلاق بوابات البعد القومي للأمن الايراني لعودة ايران الى حجمها الطبيعي في الخارطة الأوسطية . من هنا يُحكم على حوار أمل – المستقبل بالفشل لغياب الأسباب الموضوعية عنهما ولمخالفتيّهما لشروط النجاح ... لكن الحوار كحوار هو المطلوب واعتقد مساعي جنبلاط محكومة بمنطق ايمانه بالحوار كخيار لمعالجة التشنجات والأزمات المستفحلة والمفتوحة في لبنان على حروب مؤجلة حتى الآن .