رفعت الجلسة  وأسدل الستار على مسرح المجلس النيابي يوم أمس بعد المسرحية التي قدمها 124 نائب الى اللبنانيين والتي كانت كفيلة بإثبات قدرة النواب على اللعب والكذب في آن واحد ,ولئن كانت الجلسة دستورية وقانونية إلا أن الجميع يعرف أن الخيارات الاساسية في شأن الاستحقاق الرئاسي لم تنضج بعد ولم تتوضح صورتها بعد , وأن كل الذي حصل في جلسة الأمس هو في إطار العروض غير الجدية ولا يعدو كونه سوى مسرحية أريد من خلالها تضييع الوقت بانتظار الوصول الى نصاب إقليمي ودولي يسمح بانتخاب رئيس توافقي يقود البلاد وفق ما تقتضيه المصالح المحلية والاقليمية والدولية المشتركة  .
لقد اعتاد اللبنانيون في كل الاستحقاقات السياسية التي تعترض البلاد على الاستعانة بأصدقائهم من الخارج للوصول الى توازنات وتوافقات تؤدي إلى معالجة هذه الاستحقاقات بنكهات خارجية إقليمية ودولية ولاشك أن الاستحقاق الرئاسي هذا سيكون على جدول اعمال الدول المعنية بهذا الاستحقاق لا سيما المملكة العربية السعودية و الجمهورية الاسلامية الايرانية وايضا الولايات المتحدة الامريكية وهذه الدول لم يحن بعد أوان دخولها على خط الاستحقاق الرئاسي اللبناني بانتظار ما ستؤول إليه المشاورات التي تجري بعيدا عن الأضواء , واما ما سيحصل لبنانيا على هذا الصعيد فإن جلسة الاربعاء القادم ستكون شبيهة بالجلسة التي حصلت يوم امس وهي لن تقدم ولن تؤخر عمليا في الاستحقاق الرئاسي بل ستكون مضيعة للوقت بانتظار التاريخ المحدد لانتهاء ولاية رئيس الجمهوية الحالي في الخامس والعشرين من أيار القادم.
هذه الصورة يعلمها جيدا كل الافرقاء اللبنانيين وهو يعلمون ايضا ان الجلسات التي يجري تحديدها للانتخاب ما هي إلا جلسات بروتوكولية عادية لا تستطيع الخروج بشيء .
ورأت اوساط سياسية متابعة من فريقي 8 و14 اذار أن الهامش الداخلي للعبة الانتخابية لبنانيا قد انتهي لتبدأ بعد ذلك المحاولات الاقليمية والدولية للتسوية والتوافق على رئيس يلبي متطلبات وتطلعات المرحلة التي يجب أن يسلكها لبنان ويحافظ من خلالها على المطلب الدولي والاقليمي بالاستقرار الامني والسياسي .